وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
تم إطلاق البرنامج الأكثر طموحًا حتى الآن لدمج اللاجئين في فيينا، يهدف إلى تأهيل ما يصل إلى 5000 شخص في كليات مخصصة، وتحضيرهم لسوق العمل. فما الذي يجعل هذا المشروع ممكنًا؟

derstandard

وبحسب صحيفة derstandard النمساوية،
تشهد جامعة الاقتصاد نشاطًا غير تقليدي، حيث أُطلقت كليات مخصصة للاجئين فوق سن الخامسة والعشرين، تشمل دورات في اللغة الألمانية وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى دورات في الخياطة للرجال والنساء على حد سواء.

سرعة التكيف والتحديات اليومية
يجب على من يرغب في مواكبة لؤي جديد، الذي جاء كلاجئ من دمشق إلى النمسا قبل عشر سنوات، أن يتحلى بسرعة البديهة والقدرة على التكيف. اليوم، يقوم جديد بدور رئيسي كمشرف على إنشاء كلية جديدة للاجئين في فيينا، حيث يتجول في المنطقة المحيطة بـ Donaumarina ومقر النقابة بسرعة ملحوظة.

في فناء المبنى المضيء وعلى الممرات المتعرجة، يسود الحديث باللغة العربية. تبدأ دورات تدريبية جديدة كل أسبوع، ويضطر جيد للتوقف كثيرًا أثناء الجولة بسبب استفسارات المشاركين حول مخصصات الأسرة أو الرغبة في تغيير الدورة. وفيما يتعلق بالقلق من الترحيل إذا شكلت حكومة ذات ميول يمينية، يستمع جيد لجميع المخاوف ويقدم النصائح.

إتاحة التعليم كجزء من الاندماج
تشكل هذه الكلية جزءًا من مبادرة بين وكالة العمل النمساوية ومدينة فيينا. إنها تعتبر محاولة شاملة ومنسقة في سياسة الهجرة النمساوية لتوفير التعليم للاجئين، وبالتالي إمكانية الوصول إلى سوق العمل. يتم حاليًا توسيع أربعة كليات جديدة للشباب بين 15 و25 عامًا، تستهدف إجمالي 4000 لاجئ، مع توقع أن تبلغ نسبة الإشغال الكاملة في نوفمبر.

هيكلية جديدة للدراسة والدعم
تضم الكلية مجموعة من المشاركين من سوريا، يتلقون دعمًا جيدًا، حيث توفر الكلية نظامًا تعليميًا من خمسة أيام في الأسبوع مع 30 ساعة من الدروس. الهدف هو توفير هيكلية يومية أكثر مما كان متوفرًا في السابق، حيث كان اللاجئون يحصلون على ساعات قليلة من الدروس في اللغة الألمانية.

لا يقتصر الأمر على تعلم اللغة، بل تشمل الكلية معلومات حول الأنشطة الترفيهية في فيينا، وهيكلية سوق العمل، وتدريبات حول القضايا الديمقراطية. يتلقى المشاركون دعمًا من ثلاثة متخصصين اجتماعيين في قضايا خارج نطاق العمل والدراسة.

تحديات التعليم المستمر
بالرغم من الاهتمام، يواجه المشروع تحديات. فالكثير من المشاركين قد عانوا من تجارب تعليمية محدودة، حيث أن ثلثي المشاركين لا يستطيعون القراءة والكتابة باللغة اللاتينية، ونحو نصف هؤلاء يعانون من الأمية حتى في لغتهم الأم. تهدف الكليات الأساسية إلى تزويد المشاركين بالمهارات اللازمة في تسعة إلى اثني عشر شهرًا، لتمكينهم من الحصول على شهادة التعليم الإلزامي في الكلية التالية.

يعبر بعض المشاركين عن قلقهم من بطء العملية التعليمية بسبب الضغوط المالية. كما أن الكثير منهم لديهم عائلات في الوطن ويشعرون بالقلق بشأنهم، مما يدفعهم للبحث عن عمل سريع.

تجارب النجاح وسط التحديات
تؤمن سابينا شتاينباخ، مديرة كلية للاجئين، أن المشروع يمكن أن ينجح رغم الصعوبات. فتحت هذه الكلية أبوابها منذ عامين وتستقبل حاليًا حوالي 380 لاجئًا، يركزون على التعلم في بيئة منظمة. تتلقى الكلية إشادة بسبب تقديمها لمجموعة متكاملة من الخدمات دون فترات انتظار بين الدورات، مما يعزز التعلم المستمر.

خاتمة
لا تزال الأسئلة حول مدى قدرة المشروع على تلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من المشاركين قائمة، ولكن الأمل يبقى قائماً، خاصةً في ظل وجود خطط جديدة لاستيعاب المزيد من اللاجئين من فئات عمرية مختلفة، مما يعزز فرص النجاح في عملية الاندماج في النمسا.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button