وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
حقق حزب الحرية النمساوي (FPÖ) يوم الأحد انتصارًا تاريخيًا بتصدره نتائج الانتخابات البرلمانية لأول مرة. وبالنسبة للحزب، يعد هذا الإنجاز هو الأفضل من حيث نسبة الأصوات التي حصل عليها في الانتخابات الوطنية، حيث تجاوزت الزيادة 12 نقطة مئوية وهو رقم قياسي. ومع ذلك، يبقى السؤال عما إذا كان رئيس الحزب، هربرت كيكل، سيصبح أول مستشار من حزب الحرية، مفتوحًا.

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
العقبة الأساسية أمام كيكل تتمثل في موقف الحزب الشريك المحتمل الوحيد في التحالف، وهو حزب الشعب النمساوي (ÖVP). حيث أصر الحزب بقيادة كارل نهامر على أنه لن يكون هناك أي تعاون حكومي مع حزب الحرية طالما كان كيكل على رأسه. كما أن فكرة تخلي حزب الحرية عن كيكل وقبول دوره كرئيس للحزب أو للكتلة البرلمانية تبدو غير واردة بعد هذا الفوز الكبير.

رفض كيكل لتكرار أخطاء الماضي
أشار العالم السياسي بيتر فيلزمانير، إلى أن استبعاد كيكل من الحكومة سيعد إضعافًا للنصر الذي حققه الحزب، مستشهداً بحالة حزب الحرية بعد انتخابات عام 1999 عندما قرر زعيم الحزب آنذاك، يورغ هايدر، عدم دخول الحكومة وترك مقعد المستشار لحزب الشعب، وهو ما يعتبره كيكل أكبر خطأ سياسي ارتكبه هايدر، وبالتالي من غير المتوقع تكرار هذا السيناريو.

تحضيرات لبدء المفاوضات
في الوقت الذي تبقى فيه الأحزاب الأخرى على مسافة واضحة من حزب الحرية، يتوقع أن يبدأ الحزب قريبًا في محاولة استكشاف شركاء للتحالف. وستبدأ الاجتماعات الحزبية يوم الأربعاء، وهناك بالفعل فريق تفاوض جاهز للمفاوضات. وصرح كيكل في ليلة الانتخابات بأن الحزب مستعد لتشكيل حكومة، وأن "يدنا ممدودة" للتفاوض مع جميع الأحزاب.

معضلة التحالف مع حزب الشعب
ورغم أن أكبر نقاط التوافق توجد بين حزب الحرية وحزب الشعب، حيث تصل نسبة التوافق إلى 80% بحسب فيلزمانير، فإن العقبة الأكبر تظل شخصية كيكل. فنهامر أوضح بشكل لا لبس فيه أنه لا يمكنه التحالف مع كيكل، مشيرًا إلى أنه لا يستطيع "إجراء هذا التحول نحو حزب الحرية".

خطط بديلة
في حالة فشل التحالف بين الحزبين، قد يظل حزب الحرية في المعارضة. وفقًا لفيلزمانير، سيكون ذلك بمثابة خطة بديلة بالنسبة لحزب الحرية الذي قد يواصل حملاته لمدة خمس سنوات قادمة ويعمل على تعزيز مكانته في الانتخابات المحلية، مع التركيز على الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الديون الوطنية.

عودة مظفرة بعد فضيحة "إيبيزا"
وبعد خمس سنوات من الفضيحة الكبيرة التي عرفها الحزب بسبب فضيحة "إيبيزا" وفضائح النفقات، تمكن حزب الحرية من العودة بقوة. ومن المتوقع أن يفكر الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين في كيفية التعامل مع هذه النتيجة، حيث جرت العادة أن تقوم أقوى الأحزاب بتشكيل الحكومة.

وأعلن فان دير بيلين أنه سيبدأ محادثات مع جميع الأحزاب الممثلة في البرلمان خلال الأسبوع المقبل بهدف التوصل إلى حلول وتسويات، مشيرًا إلى أن هذه العملية قد تستغرق بعض الوقت لكنها ضرورية.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button