وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
بعد النجاح التاريخي الذي حققه حزب الحرية النمساوي (FPÖ) في الانتخابات الوطنية يوم الأحد، تتكشف صورة جديدة تمامًا للمشهد السياسي في النمسا. فزيادة 12.6 نقطة مئوية (26 مقعدًا إضافيًا) التي حققها حزب الحرية تعني تراجعًا حادًا لـ حزب الشعب النمساوي (ÖVP) بنسبة 11.2 نقطة مئوية (20 مقعدًا أقل) ونتيجة شبه ثابتة لـ الحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي (SPÖ) (انخفاض بنسبة 0.1 نقطة مئوية؛ مقعد إضافي واحد).

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
وفقًا لتحليل عالم السياسة بيتر فيلزمانير، فإن هذه النتائج تشير إلى نهاية عصر الأحزاب الكبرى في النمسا.

ثلاثة أحزاب متوسطة
يرى فيلزمانير أن "لدينا الآن ثلاثة أحزاب متوسطة الحجم". فالأحزاب الكبرى، كما يوضح، هي التي تستقطب الناخبين من جميع الشرائح الاجتماعية، والأجيال، ودرجات التعليم، وتحصل على عدد كبير من الأصوات بغض النظر عن العوامل الديموغرافية.

الأحزاب الكبرى، مثل الحزب الاشتراكي الديمقراطي خلال حقبة برونو كرايسكي قبل 45 عامًا، تمكنت من جذب كل شرائح المجتمع. ففي انتخابات 1979، حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي 51.03% من الأصوات، مما منحه الأغلبية المطلقة في البرلمان. أما حزب الشعب النمساوي فقد وصل إلى وضع الحزب الكبير في عام 1966 مع يوسف كلاوس بنسبة 48.35%، وحقق في عهد فولفغانغ شوسل 42.27% في انتخابات 2002. وكذلك تطور الحزب تحت قيادة سيباستيان كورتس في عام 2019 بنسبة 37.5%.

إعادة التفكير في الاستراتيجيات
لكن وفقًا لفيلزمانير، لم يعد بإمكان حزبي ÖVP وSPÖ اليوم اعتبار نفسيهما أحزابًا كبيرة، فقد بات هذا التحول واضحًا بشكل متزايد. ويشير إلى أن الحزبين بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهما للتحول إلى أحزاب متوسطة، وهو ما يعد تحديًا لهما. "يجب على الأحزاب المتوسطة أن تفكر بشكل استراتيجي مختلف"، يوضح فيلزمانير، ويضيف أن الأحزاب المتوسطة تحتاج إلى مرونة أكبر في التفاوض والتوصل إلى تسويات.

هل تطورت FPÖ إلى حزب كبير؟
على الرغم من النجاح الكبير لحزب الحرية في الانتخابات، إلا أن فيلزمانير يرى أن الحزب لم يصل بعد إلى مستوى الحزب الكبير، إذ أن الحزب الذي يحصل على أقل من 30% من الأصوات لا يمكن تصنيفه كحزب كبير. ويشير التحليل إلى أن حزب الحرية لم يتمكن من استقطاب الناخبين من جميع الشرائح الاجتماعية، وفقًا لبيانات ORF.at المستندة إلى تحليل من Foresight.
الفجوة التعليمية والتباين في سلوك الناخبين

يشير فيلزمانير إلى أن واحدة من أكبر الفجوات في سلوك التصويت تتعلق بالمستوى التعليمي. فبينما يتمتع حزب الحرية بشعبية كبيرة بين الناخبين ذوي التعليم الأساسي والمتوسط، لم يتمكن من الحصول على نفس الدعم بين الناخبين ذوي شهادات الثانوية العامة والجامعات.

وبلغت نسبة التصويت لحزب الحرية بين العمال 50%. كما شهد الحزب زيادة كبيرة بين المتقاعدين والنساء تحت سن 44 عامًا، وفاز بدعم ملحوظ في المناطق الريفية على حساب حزب الشعب النمساوي.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button