وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
بالنسبة لمعظم وسائل الإعلام الدولية، لم يكن فوز حزب الحرية النمساوي (FPÖ) مفاجئًا، لكنه يُعدّ نقطة تحول في السياسة النمساوية. وفيما يلي لمحة غير كاملة عن ردود الفعل الدولية. 

APA

وبحسب صحيفة kurier النمساوية،
حزب الحرية فاز، لكن إلى أين تتجه النمسا؟ الإعلام الدولي راقب الانتخابات النمساوية عن كثب، وعلّق على نتائجها بقلق ودهشة. خاصة في وسائل الإعلام الناطقة بالإنجليزية، حيث يتم التذكير باستمرار بماضي حزب الحرية وخطاباته المثيرة.

تحت عنوان "اليمينيون يريدون حقبة جديدة - لكنهم يبقون وحدهم"، كتبت صحيفة Die Welt: "اليمينيون في النمسا يحتفلون بأفضل يوم في تاريخ حزبهم. الحزب يستفيد من حالة الاستياء في صفوف الشعب. الآن الكرة في ملعب الرئيس الفيدرالي." الصحيفة أشارت إلى أن الرئيس الفيدرالي ألكسندر فان دير بيلين، يجب أن يتخذ قرارًا بشأن كيفية تشكيل الحكومة المقبلة في ضوء النتائج التي أظهرت تقدم حزب الحرية.

في صحيفة Zeit الألمانية، جاء التعليق: "مرة أخرى حدث ذلك، فاز حزب يميني متطرف بالانتخابات في إحدى دول الاتحاد الأوروبي. حدث هذا في إيطاليا عام 2022، وفي هولندا عام 2023، والآن أصبح حزب الحرية النمساوي بقيادة هربرت كيكِل أقوى الأحزاب في النمسا." وأضافت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي سيواجه تحديًا كبيرًا في كيفية التعامل مع هذا الوضع، حيث أن القوى القومية المتطرفة باتت تنمو بشكل كبير داخل دوله، ما يجعل من الضروري على الاتحاد التفكير في رد فعل واضح وحاسم.

أما صحيفة Berliner Morgenpost الألمانية فقد ربطت فوز حزب الحرية بصعود الأحزاب اليمينية الشعبوية في أوروبا بشكل عام. وذكرت الصحيفة: "التحريض ضد 'النخب السياسية' يجلب لهؤلاء الكثير من الأصوات الغاضبة والاحتجاجية." ومع ذلك، تساءلت الصحيفة عن مدى قدرة الحزب على الدخول في الحكومة رغم فوزه الكبير، ووصفت كيكِل بأنه "ألبن-هوكه"، مشيرة إلى التشابه بينه وبين بيورن هوكه، الشخصية اليمينية المتطرفة في ألمانيا. وذكرت أن كيكِل تبنّى شعارات مماثلة، ودعا إلى تنفيذ سياسات تهدف إلى الترحيل الجماعي للأجانب، وهو ما يُثير قلق الكثيرين في الداخل والخارج.

وفي تعليق آخر، كتبت صحيفة TZ الألمانية من مدينة ميونخ تحت عنوان "نا، سيرفوس! معضلة حزب الشعب النمساوي"، حيث أشارت الصحيفة إلى أن حزب الشعب، الذي جاء في المرتبة الثانية، سيواجه صعوبة في تشكيل حكومة قوية سواء بالتحالف مع حزب الحرية اليميني المتطرف أو مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي. وأضافت الصحيفة أن أيًا من الخيارين ليس مغريًا، حيث أن حزب الحرية بقيادة كيكِل أصبح أكثر تطرفًا، بينما يُعتبر الحزب الاشتراكي بقيادة أندرياس بابلر، ماركسيًا واضحًا في إيديولوجيته.

صحيفة Bild الألمانية وصفت النتيجة بأنها "انفجار يميني"، مشيرة إلى أن حزب الحرية استخدم تعبير "فولكسكانزلر" (مستشار الشعب)، لكن الصحيفة استبدلت هذا المصطلح بـ"بروغركانزلر" (مستشار المواطنين)، دون سبب واضح لهذا التغيير في التسمية. وعلّقت الصحيفة على فوز الحزب بأنه يمثل تحولًا جذريًا في المشهد السياسي النمساوي.

أما صحيفة Süddeutsche Zeitung الألمانية فقد أعربت عن شكوكها بشأن قدرة حزب الشعب على فرض شرطه بعدم وجود كيكِل في الحكومة، وكتبت: "هل يعتقد أحد حقًا أن كيكِل، بعد انتصاره الكبير، سيكون مستعدًا للتراجع وترك آخرين يحصدون المكاسب؟" وأضافت الصحيفة أن تشكيل حكومة تضم كيكِل سيكون أمرًا "غير مقبول وغير محتمل".

قناة ZDF الألمانية ركزت على دور حزب الشعب في المرحلة المقبلة، مشيرة إلى أنه رغم خسارته، فإنه سيظل في موقع "صانع الملوك". وأشارت القناة إلى أن حزب الحرية قد لا يكون قادرًا على قيادة الحكومة بمفرده، ولكنه سيظل قوة محورية في أي مفاوضات سياسية.

صحيفة Frankfurter Rundschau الألمانية وصفت الانتخابات بأنها "إشارة تنذر بالخطر" لألمانيا وبقية أوروبا. وقالت الصحيفة إنه حتى لو لم يصبح كيكِل مستشارًا، فإن حزبه حقق انتصارًا كبيرًا في فترة قصيرة، وذلك رغم فضيحة الفساد الشهيرة التي كانت قد ضربت الحزب في قضية "إيبيزا" قبل سنوات قليلة. وأضافت الصحيفة أن هذا النجاح السريع يشكل تحذيرًا لدول أخرى، مثل ألمانيا، من أن الأحزاب الشعبوية لا تتأثر بسهولة بالفضائح أو الأخطاء.

في BBC البريطانية، ركزت التغطية على خطاب كيكِل ووعده ببناء "حصن النمسا"، ووصفته بأنه استخدم تعبيرات تذكر بعض النمساويين بتعابير استخدمها هتلر في الماضي. وأشارت إلى أن هذا الخطاب قد أثار مخاوف واسعة في الداخل والخارج.

موقع Politico الأمريكي لم يتردد في تصنيف حزب الحرية بأنه أول حزب يميني ذو ميول فاشية يفوز بانتخابات وطنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية. وركز الموقع على الجذور التاريخية للحزب، مشيرًا إلى أنه تأسس من قبل مجموعة من قدامى المحاربين النازيين. وأضاف الموقع أن حزب الحرية قد يجد صعوبة في العثور على شركاء لتشكيل حكومة، نظرًا لتطرف مواقفه.

في Corriere della Sera الإيطالية، علّقت الصحيفة على أن فوز حزب الحرية يمثل أول انتصار لحزب يميني متطرف في النمسا منذ الحرب العالمية الثانية، وأشارت إلى أن موجة الشعبوية والقومية التي اجتاحت أوروبا هذا العام قد وصلت الآن إلى النمسا.

وأخيرًا، سارع عدد من القادة الشعبويين الأوروبيين إلى تهنئة حزب الحرية على فوزه. على منصة X (تويتر سابقًا)، كتبت أليس فايدل، رئيسة حزب البديل من أجل ألمانيا (AfD): "تهانينا الحارة لهربرت كيكِل وحزب الحرية النمساوي." كما قدم خيرت فيلدرز، زعيم الشعبويين الهولنديين، تهانيه للحزب باللغة الألمانية، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار يعزز من مكانة الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button