وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
في ليلة هادئة، بعد يوم طويل ومرهق في العمل، شعرت برغبة غريبة في مواجهة نفسي. لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل كانت كما لو أنني أحمل سؤالًا عميقًا ومضطربًا يتردد في صدري منذ فترة، وينتظر إجابة. وقفت أمام المرآة ونظرت بتمعن في مرآتي. 

صورة تعبيرية

لم أكن أبحث عن انعكاسي الجسدي، بل كنت أبحث عن شيء أعمق. لحظة تأمل طويلة أردت قطعها بسؤال كان يجول في خاطري دائمًا: "من أنا؟" لكن السؤال علق في حلقي، ولم أتمكن من الإفصاح عنه. فوجدت أمامي شخصًا غريبًا يقف، شخصًا لم أعد أتعرف عليه.
هالة المغاوري
رأيت وجهي في انعكاس المرآة، لكنني شعرت بشيء غريب. لم أعد متأكدة من هو الشخص الذي يحدق بي من الجانب الآخر. صرخت في وجه انعكاسي: "هل تعرفني؟ أم أنك فقدتني في طيات الزمن؟ أم ضللت عن نفسي؟ هل أضعت ذاتي في زحمة الحياة؟" لكن انعكاس المرآة كان يبدو غريبًا. 

شخصٌ يحدق بي كما لو كان ضائعًا يبحث عن مخرج. حاولت استدعاء القوة والشجاعة التي لطالما اعتقدت أنها موجودة داخلي، وصرخت بحدة: "تكلم!" لكن صمت المرآة كان أقوى من صرختي. 

شعرت بشيء يعيقني، حاولت الرد على نفسي، لكن صوتي خذلني. ضعفي تردد في أن يتحدث بدلاً مني. وقلبي الذي كان ينبض دائمًا بشغف وحب للحياة بدا الآن مكسورًا وحزينًا، فاقدًا لكل ما كان عزيزًا عليه. 

حدقت في المرآة مرة أخرى، وأدركت أن الشخص الذي أمامي مختلف عني. فلم أعد تلك الشخصية التي كنت أعرفها يومًا. كنت أظن أنني سأظل أتمسك بها إلى الأبد.

غارقة في بحر من التساؤلات، لكنني أيضًا كنت على أعتاب فهم شيء جديد. رغم كل الظلام الذي أحاط بي، شعرت بشرارة من الأمل. 

كان هذا ليس نهاية، بل بداية لرحلة جديدة. فمع كل ما أعانيه، أدركت أن التغيير ممكن، وأن هذه اللحظة قد تكون نقطة انطلاق. تركت المرآة خلفي، وأنا أعلم أن ما ينتظرني قد يكون أفضل، إذا كنت على استعداد لمواجهة نفسي من جديد. 

ومع كل خطوة بعيدة عن المرآة، شعرت بأن الطريق نحو العثور على ذاتي قد بدأ للتو.



ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button