وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
في الانتخابات الوطنية التي جرت يوم الأحد، حقق حزب الحرية (FPÖ) لأول مرة في تاريخ الجمهورية الثانية المركز الأول. وجاء كل من حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPÖ) في المركزين الثاني والثالث بفارق كبير. وتظهر الفروق بشكل واضح، فقد حقق حزب الحرية نجاحًا خاصًا في مقاطعتي كارنثيا وستيريا وكذلك في المناطق الريفية، بينما كانت الغلبة للحزب الاشتراكي الديمقراطي في المدن.

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
حقق حزب الحرية أفضل نتيجة له على الإطلاق يوم الأحد، كما حقق حزب NEOS أيضًا نتائج جيدة. من جهة أخرى، سجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي أسوأ نتيجة له حتى الآن، بينما تكبد حزب الشعب النمساوي أكبر خسارة له.

في المناطق الريفية، تمكن الحرية من تحقيق مكاسب ملحوظة، حيث حصل على أصوات أكثر من حزب الشعب النمساوي الذي عانى من خسائر في تلك المناطق. في المقابل، كانت النتائج أفضل للحزب الاشتراكي الديمقراطي في المناطق الحضرية. ورغم أن حزب الخضر حصل على المزيد من الأصوات في المدن مقارنةً بالريف، إلا أنه تعرض أيضًا لخسائر كبيرة في المناطق الحضرية.

خلال الانتخابات السابقة للاتحاد الأوروبي، حقق الحرية نتائج أفضل في المناطق الريفية مقارنةً بالمناطق الحضرية، وقد تجلى هذا الفرق بشكل أكبر في الانتخابات الوطنية الحالية، وتظهر المقارنة مع الانتخابات الأوروبية أيضًا أن فقدان حزب الشعب النمساوي للأصوات في المناطق الريفية يعتبر غير نمطي بالنسبة له، بينما خسر حزب الخضر الأصوات في المناطق الحضرية حيث كان أقوى تقليديًا.

مكاسب واضحة في الجنوب
على مستوى المناطق، حقق الحرية أفضل النتائج في كالتيرشن، وسبتتال، وولفسبيرغ، وسانت فيت على غلان، وفيلخ، حيث حصلت في كل من هذه المقاطعات الكارنثية على أكثر من 40 في المئة من الأصوات، بشكل عام، سجل الحرية زيادة تقترب من 19 نقطة مئوية في كارنثيا، حيث وصل إلى حوالي 39 في المئة متقدم على الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي حصل على نحو 23 في المئة، وحزب الشعب النمساوي الذي سجل حوالي 21 في المئة.

أفضل نتيجة على مستوى البلدية حققها الحرية في بلدية سبيس في تيرول (66.7 في المئة)، تليها بلديتي ستال (62.8 في المئة) وديتسش-غريفن (61.4 في المئة). كما سجلت الحركة أكبر زيادة في عدد الأصوات في هذه البلدات.

لكن الحرية لم يحقق النجاح فقط في كارنثيا، بل أيضًا في ستيريا، والنمسا العليا، وبورغنلاند، حيث كان في المركز الأول. وتعتبر نتائج المقاطعات في فورارلبرغ وستيريا مثيرة للاهتمام، حيث ستجري تلك المناطق انتخابات محلية جديدة خلال أسبوعين أو في نهاية نوفمبر. وفي فورارلبرغ، جاء الحرية في المركز الثاني بزيادة قُدرت بحوالي 13 نقطة مئوية، بينما سجل في ستيريا نحو 32 في المئة بزيادة بلغت 14 نقطة مئوية. وعبّر ماريو كوناسيك، رئيس الحزب في ستيريا، عن تفاؤله الحذر إزاء هذه النتائج، حيث قال: "هذه النتيجة تمنحنا دفعًا، لكن الانتخابات المحلية لها قواعدها الخاصة. سنبدأ من جديد بصفر صوت".

مكاسب حمراء وخسائر خضراء في المدن
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، فقد تعرض لخسائر في كارنثيا وستيريا، لكن حقق مكاسب في بعض مناطق تيرول ومدن مثل فيينا، وإنسبروك، وغراز، وسالزبورغ، وإيزنشتات. سجل الحزب أفضل النتائج في بعض المناطق في فيينا، وخاصة في الدائرة 20 حيث حقق 34 في المئة. كما حقق الحزب الاشتراكي الديمقراطي أكبر مكاسب له في دوائر فيينا، مثل الدائرة السابعة (زيادة قدرها 12 نقطة مئوية) والسادسة (11 نقطة مئوية).

بالمقابل، لم يتمكن الخضر من تحقيق نتائج إيجابية كما في الانتخابات السابقة في المدن مثل إنسبروك، وكلاجنفورت، ولينز، وغراز. في عاصمة ستيريا، عان الخضر من أكبر خسارة بلغت حوالي 12 نقطة مئوية.

رغم أن حزب الشعب النمساوي كان في المركز الأول في فورارلبرغ وسالزبورغ والنمسا السفلى، إلا أنه سجل خسائر ملحوظة. وتعرض حزب الشعب النمساوي لخسائر كبيرة في تيرول وسالزبورغ.

وتمكن حزب NEOS من الحفاظ على نسبة الأصوات أو زيادتها في جميع الدوائر، بينما خسر أصواتًا فقط في فورارلبرغ.

الانتخابات تحت شعار عدم الرضا
استطاعت الأحزاب، وخاصة الحرية، استغلال عدم رضا الناخبين في موضوعات عدة. في المقابل، لم يكن المرشحون في قمة الأولويات الانتخابية، كما أظهرت استطلاعات رأي أجرتها فوري سايت وISA لصالح ORF. بشكل عام، كانت الانتخابات تمثل عدم الرضا ورغبة في التغيير.

أما من حيث الجنس، فقد أظهرت النتائج اختلافات طفيفة، حيث كانت أحزاب حزب الشعب النمساوي والحزب الاشتراكي الديمقراطي أقوى بين الناخبين الأكبر سنًا (أكثر من 60 عامًا)، بينما كان حزب NEOS والخضر أقوى بين الناخبين الأصغر سنًا (حتى 34 عامًا). وحقق الحرية أقوى نتائجه مع 37 في المئة بين الفئة العمرية 35-59 عامًا. كما أن الأشخاص الذين لا يحملون شهادة الثانوية العامة صوتوا للحرية بنسب تفوق المتوسط.

وأظهرت النتائج أيضًا أن الحرية حقق تقدمًا خاصًا بين النساء، حيث كان سابقًا قوي بين الرجال فقط، بينما لم يُلاحظ أي فرق كبير بين الجنسين في هذه الانتخابات.

في المقابل، حقق حزب الخضر، وNEOS، وحزب الشعب النمساوي نتائج جيدة بشكل عام بين الأشخاص الحاصلين على شهادة الثانوية العامة أو أعلى. وإذا كانت الانتخابات قد اقتصرت على الناخبين المتقاعدين، لكان حزب الشعب النمساوي في المقدمة بنسبة 39 في المئة، متقدمًا على الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحرية. واستندت الاستطلاعات إلى بيانات من 23 إلى 28 سبتمبر، حيث تم استجواب 1248 ناخبًا مؤهلًا عبر الإنترنت والهاتف.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button