وصف المدون

اليوم

حكومة ظالمة تتسابق إلى إذلال الناس وسرقة أموالهم والعمل على تهجيرهم من بيوتهم عنوة!
INFOGRAT - فيينا:
النظرة إلى المعونات وتدفقها المتلاحق، بالنسبة إلى اللاجئين في دول الإتحاد الأوربي، تختلف تماماً عمّا كانت تقدمه حكومة بشار الأسد وعصابته المجرمة من (فتات) لا يليق بتاتاً بالمواطن السوري، وهي بالكاد تسدُّ رمق أسرته لأيام!.

alhurra

والكل يعرفُ حجم تلك المساعدات والمكرمات التي كانت تُعطى للناس، والمعاناة التي يتحمّلونها وبقرف شديد، لجهة الحصول على حفنة من الليرات السورية!. نعم إنها ثمانية آلاف ليرة، ما يُعادل 80 دولاراً تصرف كل أربعة أشهر للأسرة المكوّنة من 8 أفراد، في تلك الفترة، والأزمة التي سبق للمواطن الفقير أن (بلعها)، وعلى مضض، من أجل الحصول عليها قبل اندلاع الثورة بسنوات!

في بلاد النعيم، كما يحلو للبعض أن يسميها، فإن المواطن البالغ فوق سنّ الــ 24 عاماً، يصرف له 1050 يورو في الشهر، ما يعادل سبعة عشر مليون ليرة سورية ونيّف، وهذا يكفي عوزه ويسد حاجته.. والأدنى سناً من ذلك يصرف له 800 يورو شهرياً، ناهيك بالرعاية الصحية الأولية والدواء المجّاني والتعليم والنقل.

إنَّ المعونات التي تقدمها دول الاتحاد الأوروبية، والتي تعرّض قسم منها لارهاب داعش، واحتضنت مئات الآلاف من اللاجئين، تشكر عليها.. ولا زالت، وفتحت صدرها وقلبها، وبكل حب، لكل من استطاع الوصول إلى أراضيها.

شعب طيّب، كريم ومضياف.. فضلاً عن أن أمتلاك السيارة الخاصة، لمن يرغب في اقتنائها، سعرها رمزي جداً، ولا حاجة فعلية لها هنا، بسبب توافر وسائل النقل، شبه بالمجّان...

إنّها بالفعل بلاد النعيم!!.
هنيئاً لشعب تمثله قيادته، بالحب والولاء الصحيح، واهتمامه الجارف باللاجئين، ومد يد العون لهم. شعبٌ يستحق الحياة..وإن هو يختلف عنّا وعن طباعنا، إلا أنه يظل فيهم من التقاليد والمثل والشيم العربية ما يُفرحنا، ولنتعلم نحن منهم، وهذا ما يحيجنا إلى الكثير من الإدراك والحواس وحتى التعافي.. وفهم الناس قبل أن نحكم عليهم، على أنهم العدو الأول لنا، وهم من أجّج المشكلة في سوريا ورموا أهلها بنيران لن تنطفئ، كما يدّعي البعض من قصارى النظر ومن يتباكى عليها؟.

هذا ما يؤكده ويصرّ عليه، وللأسف، بعض الاشخاص المدافعين عن نظام الأسد الفاسد الذي لا بد أنه إلى زوال، بل ويجزمون على أنه من أفضل ما تكرّم به المواطن السوري، وفاز بسيد يخدم مصالحهم ويرعاها. يخاف ويحافظ عليهم.. وشبهه أحدهم على أنه الإله الأوحد، ولا غير سواه.. وهو من حمى سوريا "بالبوط العسكري" وبرجاله اللصوص.

إنهم عُصبة لا تعرف الرحمة، بل تتسابق إلى إذلال الناس وسرقة أموالهم، والعمل على تهجيرهم من بيوتهم عنوة، وبتوجيه من قائدها. هكذا هو ألا يكفي.. ورغم كل هذه المبادئ السامية التي يتحلون بها فإنهم يُفاخرون، وبكل وقاحة، بالقائد الملهم، صمام الأمان، القائد الهمام وبإنجازاته العظيمة رغم كل مساوئه القذرة التي يعرفها أهلنا في سوريا!

عبد الكريم البليخ 
كاتب صحفي سوري مقيم في فيينا


ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button