INFOGRAT - فيينا:
يُعتبر اليوم الخميس يومًا مميزًا في النمسا، حيث يصل العمال فيه إلى "يوم تحرير الضرائب" أو "Tax Freedom Day"، وهو اليوم الذي يكون فيه دخل المواطن النمساوي قد غطى جميع الضرائب والرسوم المفروضة عليه للعام الحالي، وبحسب الحسابات، فإن هذا اليوم يصادف 15 أغسطس منذ عام 2022، وكان آخر مرة في شهر يوليو قبل حوالي 20 عامًا.
 |
| kurier |
وبحسب صحيفة kurier النمساوية، يستند حساب "يوم تحرير الضرائب" إلى توقعات العبء الضريبي المتوقع للعام الجاري، والذي يتم توزيعه على أيام السنة ليُحدد اليوم الذي يبدأ فيه المواطن بالعمل لصالح نفسه وليس لصالح الضرائب، وفقًا لتوقعات معهد البحوث الاقتصادية النمساوي (WIFO)، فإن متوسط الدخل الشهري الإجمالي للمواطن النمساوي يبلغ 3,611 يورو، ما يعني دخلًا سنويًا إجماليًا يصل إلى 50,554 يورو.
ولكن بالنسبة لصاحب العمل، فإن التكلفة الحقيقية لهذا الراتب تصل إلى 65,672 يورو سنويًا، شاملاً مساهمات التأمين الاجتماعي والمساهمات الأخرى مثل الضرائب المحلية.
تُقسّم الضرائب والرسوم بين تلك المرتبطة بالتأمينات الاجتماعية وأخرى تشمل ضرائب الدخل والقيمة المضافة وغيرها، وتُساهم ضرائب التأمينات الاجتماعية بنسبة تزيد عن الثلث من الدخل الإجمالي، حيث يذهب الجزء الأكبر منها للتأمينات التقاعدية، أما بقية الضرائب والرسوم فتشكل حوالي 28% من الدخل.
أوضح مارتن غوندينغر، الخبير الاقتصادي الذي أجرى هذه الحسابات لصالح معهد "هايك"، أن هذه الأرقام تشير إلى ضرورة تحسين كفاءة استخدام الأموال العامة، أما باربارا كولم، رئيسة معهد "هايك"، فقد أكدت على أن هذا اليوم يذكرنا بأن أموال الضرائب ليست متاحة بسهولة، بل تأتي من جهود وعمل المواطنين، وأضافت أنه ينبغي على النمسا أن تتبنى ممارسات دولية أفضل فيما يتعلق بإدارة الضرائب.
وفي مقارنة دولية، تحتل النمسا المرتبة الثالثة بين دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) من حيث نسبة الضرائب والرسوم مقارنة بالدخل، حيث تتجاوزها فقط بلجيكا وألمانيا.
يعود مفهوم "يوم تحرير الضرائب" إلى فكرة طرحها الأمريكي دالاس هوستتلر في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي، ويُتبنى اليوم غالبًا من قبل الأوساط النيوليبرالية.
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة