INFOGRAT - فيينا:
منذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، كانت الحاجة ملحة لتحديث استراتيجية الأمن الوطني في النمسا، ويبدو أن الحزبين الرئيسيين، حزب الشعب النمساوي (ÖVP) والخضر، قد توصلا أخيراً إلى توافق بشأن هذه الاستراتيجية، ومن المتوقع أن يتم التصديق عليها من قبل مجلس الوزراء يوم الأربعاء، قبل تقديمها إلى البرلمان.
 |
| APA |
وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)، تشير المسودة النهائية، التي حصلت عليها قناة ORF وتبلغ أكثر من 50 صفحة، إلى عدد من التعديلات الرئيسية، بما في ذلك تعزيز التعاون مع حلف الناتو والتخلي عن الغاز الروسي، وكانت المفاوضات حول هذه الاستراتيجية قد بدأت منذ فترة طويلة، وتحتاج الاستراتيجية الحالية إلى التحديث لكونها تذكر روسيا كشريك استراتيجي.
تطورات في المفاوضات
شهدت المفاوضات تقدماً ملحوظاً مؤخراً، خاصة بعد أن وافق الخضر على ترشيح وزير المالية، ماغنوس برونر (من حزب الشعب النمساوي)، كعضو جديد في المفوضية الأوروبية.
في بداية أغسطس، تم التوصل إلى توافق بشأن الفصل الخاص بالطاقة، مما أشار إلى أن بقية أجزاء الاستراتيجية ستتم الموافقة عليها قريباً، وعلى الرغم من إمكانية إجراء تعديلات على المسودة الحالية، فإن ذلك يبدو غير محتمل، وكانت الاستراتيجية الحالية قد اعتمدت في عام 2013 بتصويت من حزب الشعب النمساوي، والحزب الاشتراكي الديمقراطي، وحزب الحرية، وفريق ستروناش.
الأوكرانيا وأثرها على الاستراتيجية
تبدأ الوثيقة الجديدة بإلقاء الضوء على الحرب المستمرة منذ عامين ونصف في أوكرانيا، وتوضح أن روسيا تشكل تهديداً أيضاً لأوروبا، وجاء في الوثيقة: "تغيرت العلاقة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا بشكل جذري منذ الهجوم العسكري الروسي غير القانوني على أوكرانيا"، وتضيف: "في إطار حربها الهجينة، ستواصل روسيا تهديد أوروبا عسكرياً، وستسعى لتحدي الاتحاد الأوروبي وزعزعة استقرارها".
وتؤكد الوثيقة أيضاً أن "حرب أوكرانيا توضح الحاجة إلى تعزيز قدرة النمسا على الدفاع والمرونة في جميع مجالات الأمن السياسي على المستوى الوطني بما يتماشى مع الاتحاد الأوروبي."
محور التعاون مع الناتو
منذ فبراير 2022، كانت مسألة حيادية النمسا محل نقاش مكثف، وتوضح الوثيقة أن "الحياد العسكري لا يعني الاستهتار عند انتهاك القانون الدولي أو الاعتداء على سيادة دولة أو سلامتها الإقليمية" وتشير إلى أن النمسا، بصفتها دولة محايدة، لا يمكنها الانضمام إلى أي تحالف عسكري، ولكن التعاون مع الناتو مسموح به، خصوصاً في المهمات الخارجية، وهذا التعاون سيزداد في المستقبل.
الاستقلال عن الغاز الروسي
توافق الطرفان على التزام واضح بالتحرر من إمدادات الغاز الروسي بحلول عام 2027، كما تم التخطيط لتقليص استخدام أنظمة التدفئة الغازية في المنازل، حيث يُشدد على تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الغازية في أسرع وقت ممكن لضمان أمن الإمدادات.
الصين: شريك ومنافس وخصم
تتناول الاستراتيجية أيضاً الدور المتزايد للصين، التي تُعتبر "شريكاً ومنافساً وخصماً نظامياً" كما تسلط الوثيقة الضوء على التهديدات الإقليمية مثل هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر 2023، والتي يمكن أن تؤثر بشكل عميق على الاستقرار الاجتماعي والأمني في النمسا وأوروبا.
التغير المناخي وتأثيراته
أحد المحاور الأساسية في الاستراتيجية هو التغير المناخي وآثاره، تؤكد الوثيقة أن حماية المناخ ضرورية لتحقيق السلام الدائم وضمان الأمن والإمدادات الاقتصادية والاجتماعية، وتُعطى الأولوية لمكافحة التغير المناخي وتحقيق الحياد المناخي كأولوية قصوى.
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة