وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
صدر حديثًا كتاب جديد يسلط الضوء على تزايد تأثير الإسلام المحافظ في المدارس، مشيرًا إلى أنه أصبح يمثل مشكلة متزايدة في الحياة المدرسية اليومية، ويستعرض كريستيان كلار، مدير مدرسة في فيينا وسياسي من حزب الشعب النمساوي، في كتابه "ما الذي يحدث في مدارسنا؟" أمثلة مقلقة على انتشار الكراهية ضد الأديان الأخرى، والإجبار على ارتداء الحجاب، والتنمر ضد غير المسلمين، وأكد ممثلو المعلمين بدورهم على تصاعد هذه المشكلات، مطالبين بإعادة التفكير في كيفية التعامل مع قضايا الاندماج والتعليم.

APA

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
في عام 2018، أثارت سوزان فيسينغر، الناشطة في نقابة المعلمين التابعة للحزب الاشتراكي الديمقراطي النمساوي، جدلًا واسعًا من خلال كتابها "صراع الثقافات في الفصول الدراسية" حول تأثير الإسلام المحافظ في المدارس، والآن يعود كريستيان كلار ليواصل هذا النقاش في كتابه الجديد، محذرًا من تزايد الاتجاهات الوطنية والدينية في المدارس، ويشارك ممثلو المعلمين هذا القلق.

تأثير الإسلام في المدارس: تزايد الكراهية والحجاب
يحذر كلار في كتابه، الذي صدر اليوم الجمعة، من التطورات الأخيرة في المدارس، والتي تتعلق بالدرجة الأولى بتزايد تأثير الإسلام في الحياة المدرسية، يروي قصصًا عن احتقار الطلاب المسلمين للأديان الأخرى، وتنمرهم على غير المسلمين، وضغط الفتيات لارتداء الحجاب خوفًا من زملائهم الذين يعتبرون النساء غير المحجبات "عاهرات" ويشير إلى أن العديد من الفتيات يرتدين الحجاب عن اقتناع، بل إن بعضهن يرتدين العباءة أو النقاب الكامل.

يؤكد كلار على ضرورة وجود مدارس قوية تروج لقيم الديمقراطية وتطبقها بصرامة لضمان تنمية هذه القيم لدى الأطفال، ويشير إلى أن المدرسة هي المكان الذي يمكن السيطرة فيه على هذه الأمور إذا كان هناك الشجاعة للدفاع عن هذه المبادئ.

تحديات رمضان والصعوبات في التدريس
يصف توماس كريبس، ممثل المعلمين من حزب الشعب النمساوي، كيف أصبح التدريس في فيينا صعبًا خلال شهر رمضان، حيث يصوم العديد من الطلاب بشكل متزايد مما يؤثر على قدرتهم على التركيز والتحصيل الدراسي، كما أن التعليم الرياضي أصبح أكثر تحديًا بسبب رفض بعض الفتيات لارتداء ملابس الرياضة أو خلع الحجاب، وأصبحت المطالب بتوفير غرف للصلاة في المدارس أكثر شيوعًا.

رفض الديمقراطية والمجتمع الليبرالي
يشير كريبس إلى أن هناك تزايدًا في رفض الطلاب للمجتمع العلماني الليبرالي، ويرون في الديمقراطية علامة على الضعف، كما يتصاعد رفضهم للدولة، معربين عن انزعاجهم من وجود الشرطة في المدارس خلال البرامج الوقائية، ويرى أن هناك حاجة لتدخل الدولة لدعم المدارس في مواجهة هذه التحديات، خاصة في ظل تزايد التأثيرات السلبية على الشباب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي مثل تيك توك.

تزايد الصراعات بعد هجمات حماس الإرهابية
يؤكد فيليكس ستادلر، مدرس في مدرسة متوسطة وممثل عن حزب الخضر في فيينا، أن الصراعات تزايدت بشكل ملحوظ منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 أكتوبر، ويشير إلى أن بعض الطلاب يعبرون عن مواقف سلبية تجاه رموز مثل علم قوس قزح، واليهود، ودور المرأة.

مطالبات بتعزيز التكامل ومواجهة التطرف
دعا هاينريش هيمر، المدير السابق لإدارة التعليم في فيينا ومرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي للانتخابات الوطنية، إلى ضرورة تعزيز التكامل في المدارس لحماية الأطفال من المتطرفين وضمان حقهم في حياة مستقلة وسعيدة، وأشار إلى أن النقاشات في المجال التعليمي غالبًا ما تركز على مواضيع الثانوية العامة بدلًا من التحديات الحقيقية التي تواجه المدارس، وأكد على ضرورة تطبيق مبادئ دولة القانون والديمقراطية دون تمييز.

مشكلات الإسلام في المدارس تتركز في فيينا
بحسب بول كيمبرغر، أكبر ممثل للمعلمين في النمسا، فإن هذه الظواهر ليست مقتصرة على فيينا فحسب، بل تتواجد أيضًا في مناطق حضرية أخرى في النمسا، وإن كانت بدرجة أقل، ويشدد على ضرورة وضع حدود صارمة عندما يتعلق الأمر بالحريات الشخصية والطريقة التي نريد أن نعيش بها في النمسا، ويرى أن التكامل يتطلب جهودًا من الطرفين، وأن المدارس بحاجة إلى دعم أكبر من المؤسسات التعليمية والأمنية.

هذه المشكلات تثير قلق المعلمين والإداريين على حد سواء، الذين يشعرون بأنهم تُركوا وحدهم في مواجهة تحديات ضخمة تتطلب تدخلًا أكبر من الجهات المعنية.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button