وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
شهدت النمسا في عام 2023 انخفاضاً في انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 6.4% مقارنة بالعام السابق، وذكرت وزيرة البيئة ليونور جيفسلر (الخضر) يوم الخميس أن معظم هذا الانخفاض يرجع إلى التدابير المتخذة، وأشارت إلى أن النجاح في هذا المجال يُعزى إليها، وفقاً لمنظمة "Global 2000"، كان انخفاض استهلاك الغاز سبباً رئيسياً في هذا التحسن.

ORF

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
أوضحت جيفسلر أن الانخفاض كان ناتجاً بنسبة ضئيلة، تقدر بحوالي نقطة مئوية واحدة، عن التأثيرات الاقتصادية والطقس المعتدل في عام 2023، بينما جاء معظم الانخفاض – بنحو 5.4 نقاط مئوية – نتيجة لتدابير حماية المناخ المتخذة.

وتشير الحسابات الحالية للبيئة الوطنية إلى أن نسبة الانخفاض البالغة 6.4% تعادل انخفاضاً قدره 4.7 مليون طن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، من المتوقع أن يصل إجمالي الانبعاثات في عام 2023 إلى 68.2 مليون طن، أي أقل بكثير من 70 مليون طن، وبالتالي، يكون إجمالي انخفاض الانبعاثات في السنوات الأخيرة (2019-2023) قد بلغ 11.9%، وتجدر الإشارة إلى أن "Nowcast" هو تقرير مؤقت، وسيتم نشر الأرقام النهائية في يناير 2025.

ارتفاع الأسعار ونجاح التدابير الحكومية
أشار مكتب البيئة إلى أن الزيادة الكبيرة في أسعار الغاز والنفط بسبب حرب أوكرانيا ساهمت بشكل كبير في انخفاض الاستهلاك، وقالت الوزارة: "بالتعاون مع تدابير حماية المناخ التي اعتمدتها الحكومة، أسهم ذلك في هذه التطورات الكبيرة في الانبعاثات".

انخفاض الانبعاثات في قطاع النقل والبناء
سجل قطاع النقل انخفاضاً طفيفاً بلغ 0.8 مليون طن، بينما شهد قطاع البناء انخفاضاً أكبر بلغ 1.5 مليون طن، وهو ما يعكس التحول المدعوم من الدولة نحو أنظمة التدفئة المتجددة مثل المضخات الحرارية وأنظمة التدفئة بالكتل الحيوية، وكذلك تحسينات العزل الحراري، وأوضح غونتر ليختبلاو من مكتب البيئة أن النمسا قد حققت أهدافها في هذا القطاع خلال العامين الماضيين، معتبراً ذلك "تطوراً مثيراً للاهتمام".

الانخفاض في النقل البري بسبب الركود
أظهرت التقييمات الخاصة بقطاع النقل أن عام 2023 شهد انبعاثات قدرها 19.8 مليون طن من الغازات الدفيئة، وهو ما يمثل حوالي 29% من إجمالي الإنتاج، مقارنة بعام 2022، سجل هذا انخفاضاً بنسبة 3.8%، باستثناء عام 2021، حيث شهد القطاع زيادة بعد جائحة كورونا، فقد انخفضت الانبعاثات في قطاع النقل بنسبة 17.3% بين عامي 2019 و2023، وبنسبة 19.4% منذ عام 2005، ولأول مرة منذ عام 2001، كان انبعاثات القطاع أقل من 20 مليون طن، وهو ما يرجع أساساً إلى الركود الاقتصادي وتراجع النقل البري للبضائع، وقد أثنى مكتب البيئة على الزيادة في عدد المسافرين في قطاع السكك الحديدية.

الخطوات المقبلة نحو تحقيق الأهداف المناخية
صرحت جيفسلر: "النمسا في طريقها نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2040، الحسابات من مكتب البيئة تؤكد أن السياسة المناخية الجريئة تحقق نتائج، التوسع في الطاقة المتجددة، سجلات الكهرباء الخضراء، الحملات التصحيحية، والتذاكر المناخية، كلها عوامل تساهم في استمرار انخفاض انبعاثاتنا بنسبة قياسية تصل إلى 6.4%".

مقارنة دولية وتحديات مستقبلية
أوضح ليختبلاو أن النمسا تعتبر في وضع جيد مقارنة دولياً منذ عام 2020، خاصة عند مقارنتها بدول مثل ألمانيا التي تواجه صعوبات في تحقيق أهدافها المناخية، ومع ذلك، أضافت جيفسلر أن تحقيق الأهداف المستقبلية يتطلب استمرار اتخاذ مجموعة من التدابير في جميع القطاعات.

ردود فعل المنظمات غير الحكومية
أعربت المنظمات البيئية عن رضاها عن الانخفاض في الانبعاثات، ووفقاً لمنظمة "Global 2000"، تظهر النتائج السنوية أن "حماية المناخ تؤتي ثمارها"، وهو ما يعتبر مؤشراً مهماً للسياسة المناخية المستقبلية، لكن المنظمة شددت على الحاجة إلى اتخاذ تدابير أكثر طموحاً لتحقيق الأهداف الطويلة الأجل.

أشارت منظمة "Greenpeace" إلى أن الانخفاض الجديد يتماشى مع متطلبات الاتحاد الأوروبي لعام 2023، لكنها أعربت عن قلقها بشأن إمكانية تحقيق أهداف 2030، مؤكدة أن حماية المناخ هي "ماراثون وليست سباق سرعة" وأكدت المنظمة على أهمية أن تتخذ الحكومة المقبلة إجراءات إضافية لحماية المناخ، بما في ذلك إلغاء الإعانات الضارة بالبيئة مثل امتيازات الديزل والتخلي عن الوقود الأحفوري.

سيناريوهات لتطور الوضع
في بداية هذا العام، قامت جامعة غراز وWU فيينا بحساب ثلاثة سيناريوهات مختلفة لكيفية تحقيق هدف الحكومة المتمثل في عدم انبعاث أي غازات دفيئة بحلول عام 2040، وفي حين يركز سيناريو "ZeroBasis" على التكنولوجيا، يوجه سيناريو "ZeroTransition" نحو الاقتصاد الدائري، بينما يتناول سيناريو "JustTransition" مسألة التوزيع.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button