وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
دعا وزير الخارجية النمساوي ألكسندر شالنبرغ إلى ضرورة تخلي المفوضية الأوروبية الجديدة عن الأوهام السياسية والاعتراف بالواقع السياسي، سواء في مسألة الهجرة أو في التعامل مع دونالد ترامب، ويرى شالنبرغ أن الاتحاد الأوروبي سيكون هو المسؤول إذا أصبح ترامب تهديداً.

INFOGRAT

وفي لقاء له على صحيفة "WELT" الألمانية الاثنين 22.07.2024،
سؤل: السيد الوزير، من المتوقع أن يعود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، هل تتوقعون أن تختلف سياسة ترامب الخارجية بشكل كبير عن سياسة جو بايدن؟
ألكسندر شالنبرغ: الانتخابات ستجرى في 5 نوفمبر، وقبل ذلك، كل شيء عبارة عن تكهنات، اختيار نائب ترامب، فانس، يشير إلى احتمال تبني سياسة أكثر تركيزاً على الولايات المتحدة، وقد تحدث تغييرات جديدة، خاصة من الناحية الخطابية، ولكن لا أتوقع أن تتراجع العلاقة الأساسية بين أوروبا والولايات المتحدة، لأنها ليست في مصلحة الولايات المتحدة.

صحيفة "WELT": هل يعتبر ترامب تهديداً لأوروبا؟
شالنبرغ: إن الخطر الحقيقي على أوروبا هو إذا فشلت المفوضية الأوروبية الجديدة في إعادة التركيز على موقع أوروبا وقدرتها التنافسية، وفقط من خلال ذلك يمكننا أن نلعب دوراً أقوى من الناحية الأمنية.

صحيفة "WELT": سيقرر الاتحاد الأوروبي قريباً ما إذا كان يجب أن تستمر تدريبات الجنود الأوكرانيين في مناطق النزاع، هل تدعمون ذلك؟
شالنبرغ: لا أريد أن أستبق النقاشات، لأن هناك عدم توافق بين الدول الأعضاء بشأن هذه القضية، أنا متشكك، ماذا سيحدث إذا قُتل جنود فرنسيون أو هولنديون في هجمات روسية في أوكرانيا؟ هل ستطبق التزامات الدفاع بموجب المادة 5؟ كيف سيتفاعل الغرب؟ بالنظر إلى الوضع، أستبعد أن ترسل النمسا جنوداً أو ضباط شرطة أو موظفين مدنيين إلى أوكرانيا خلال فترة النزاع.

صحيفة "WELT": من المتوقع أن يقوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمهاجمة دول أخرى، ما هي الدول التي قد تكون أهدافاً محتملة؟
شالنبرغ: مولدوفا وأرمينيا وجورجيا هي الأكثر تعرضاً للخطر، ان هدف بوتين هو إعادة بناء الإمبراطورية السوفيتية القديمة، ولا يريد بوتين أن تكون هناك دول في جواره تسعى للحرية والديمقراطية.

صحيفة "WELT": هل ينبغي على الغرب أن يقدم ضمانات أمنية لهذه الدول؟
شالنبرغ: يجب علينا أن نكون حذرين في تقديم وعود قد لا نتمكن من الوفاء بها، أرى أن واجب الاتحاد الأوروبي هو دعم المجتمع المدني والاقتصاد في هذه الدول، كما نفعل في محاربة المعلومات المضللة الروسية، وفي الوقت نفسه، هناك حاجة إلى الناتو.

صحيفة "WELT": هل كنتم تتوقعون أن تحقق روسيا نجاحاً في بناء التحالفات في "الجنوب العالمي" رغم هجومها على أوكرانيا؟
شالنبرغ: هذا يستدعي التفكير، الغرب هو أكبر مانح للمساعدات التنموية وأهم شريك تجاري للعديد من الدول في الجنوب العالمي، ومع ذلك، نجحت روسيا في بناء سردية تقول إن الغرب يجسد الإمبريالية بينما تدافع روسيا عن الشعوب المضطهدة، وهذا يظهر أن سمعتنا في المنطقة أقل بكثير مما كنا نعتقد.

صحيفة "WELT": هل يشكل ذلك صدمة للغرب؟
شالنبرغ: لقد دفع ذلك وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التفكير، نحن نحاول الآن الاستماع بجدية وعدم إلقاء المحاضرات، بل نعلم أين أخطأنا في العقود الماضية، كان الحوار على قدم المساواة رغبة بعيدة المنال، وسنقوم بتغييره الآن.


صحيفة "WELT": لكن حرب غزة قد زادت من دعم روسيا في الجنوب العالمي.
شالنبرغ: يجب علينا أن نكون قادرين على ممارسة النقد الذاتي، أنا أفعل ذلك الآن، لكنني أرى أيضاً أن كل صراع يُستخدم حالياً لنشر السردية العالمية التي تقول إن الغرب يتبنى معايير مزدوجة ويعاني من الانحدار، وغالباً ما تأتي هذه السرديات من الغرب نفسه، من ما يُعرف بالمفكرين.

صحيفة "WELT": ما هي توقعاتكم للمفوضية الأوروبية الجديدة؟
شالنبرغ: أجندة المفوضية السابقة كانت أجندة سلام، وقد تم تحديدها في عام 2019، لم يكن هناك وباء أو صدمات اقتصادية أو حرب في أوروبا في ذلك الوقت، نحتاج في السنوات الخمس المقبلة إلى أجندة تعزز القوة الدفاعية وتعيد التركيز على القضايا المتعلقة بالموقع والأمن.

صحيفة "WELT": بشكل محدد؟
شالنبرغ: يتعلق الأمر بسياسة صناعية تستحق اسمها، يجب أن تكون هناك سياسة اقتصادية وتجارية تتخلى عن المساومات الزائفة وتعمل بجدية، الأمر يتعلق أيضاً بقدرة الديمقراطيات على الدفاع عن نفسها، ويجب علينا أن نولي اهتماماً أكبر للقارة الأفريقية، التي تقع جغرافياً أقرب إلى أوروبا.

صحيفة "WELT": ألمانيا تدرس حالياً ما إذا كان يجب عدم إعادة المهاجرين المدانين إلى سوريا.
شالنبرغ: النمسا تدعم هذه المبادرة صراحةً، ولكن يجب أن تكون جزءاً من إعادة التفكير بشكل أوسع.

صحيفة "WELT": لماذا؟
شالنبرغ: يجب على الاتحاد الأوروبي أن يبدأ أخيراً مناقشة أساسية بشأن سوريا من منظور السياسة الخارجية والأمن، دون نظارات وردية، سأبدأ مبادرة مع زملائي في الاتحاد الأوروبي بهذا الشأن، سياسة الاتحاد الأوروبي الحالية تجاه سوريا لم تعد فعالة: الرئيس الأسد ما زال في السلطة بعد 13 عاماً، ويجب علينا كأوروبيين أن ندرك أنه لا يوجد حل في سوريا دون الأسد، العالم العربي اعترف بذلك وأعاد الأسد إلى جامعة الدول العربية، الاتحاد الأوروبي يرفض ذلك بشدة، وهذا خطأ كبير، يجب علينا كسياسيين أن نرى العالم كما هو، وليس كما نرغب في أن يكون، هذا سيكون مجرد تمني، وبدون حوار مع النظام، لن نتمكن من تقديم المزيد من العمل الإنساني التنموي هناك، مما سيؤدي إلى انخفاض الهجرة غير الشرعية ويسمح بعودة السوريين إلى وطنهم.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button