وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
أكد خبراء على الدور المحوري للمهاجرين في استمرار النظام الاجتماعي النمساوي، محذرين من العواقب الوخيمة لسياسات "الترحيل" المحتملة.


وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
ففي فيينا على سبيل المثال، تُصبح تلبية احتياجات السكان مستحيلة دون مساهمة هؤلاء الأشخاص.

وطالب "حزب الحرية" النمساوي (FPÖ) منذ فترة طويلة بـ "خفض الهجرة"، ودعا مؤخرًا تحت شعار "الترحيل" إلى "وقف اللجوء" لغير الأوروبيين وترحيل طالبي اللجوء المرفوضين والمهاجرين المجرمين، وفي ألمانيا، ناقش اليمين المتطرف خططًا لترحيل ملايين الأشخاص من أصول أجنبية تحت نفس الشعار.

وحذر باحثون في فيينا يوم الخميس من مخاطر تطبيق هذه الأفكار، مؤكدين على مساهمات المهاجرين القيّمة في النظام الاجتماعي.

مساهمات المهاجرين ضرورية
أكد عالم الاجتماع "يورغ فليكر" من جامعة فيينا خلال مؤتمر صحفي عبر الإنترنت لـ "شبكة ديسكورس العلمية" أنّه "لن يكون من الممكن لأي نشاط تجاري الاستمرار في بعض القطاعات دون عمالة أجنبية".

وأوضح فليكر أنّ أكثر من نصف العمال في مجالات تنظيف المباني وصيانتها، والفنادق والمطاعم، وتوفير القوى العاملة، هم من غير النمساويين، كما أنّ ثلث العمال في صناعة المواد الغذائية والبناء والرعاية الصحية هم من المهاجرين، وذكر فليكر: "إذا اختفى ثلث العمال، فلن يكون هناك أي إنجاز فعليًا".

وأشار إلى أنّ خطط "الترحيل" التي ناقشها اليمين المتطرف في ألمانيا، والتي لم ينأى عنها "حزب الحرية" النمساوي، ستكون كارثية.

فيينا تعتمد على المهاجرين
أوضح فليكر أنّ تلبية احتياجات السكان في فيينا، التي تضم عددًا كبيرًا من المهاجرين مقارنة بباقي النمسا، ستصبح مستحيلة بدونهم.

ففي مجالات الإقامة والضيافة، على سبيل المثال، 75٪ من العاملين من أصول مهاجرة، بينما تصل النسبة إلى 66٪ في البناء والخدمات الأخرى (بما في ذلك تنظيف المباني) و 40٪ في مجالي التعليم والتدريس والرعاية الصحية.

المهاجرون يُساهمون في الازدهار
أكد "فيليب ثر"، أستاذ تاريخ شرق وسط أوروبا في جامعة فيينا، أنّ "المهاجرين كانوا صفقة رابحة لأنظمة التأمين الاجتماعي النمساوية حتى الآن".

وبينما أقرّ بأنّ بعض البرامج، مثل دروس اللغة ودورات التأهيل، كلّفت أموالاً بعد موجة الهجرة في عامي 2015 و 2016، إلّا أنّ النتائج التاريخية إيجابية بشكل واضح، وصرّح ثر: "لطالما ساهم المهاجرون في رفاهية المجتمعات المضيفة، كلما تمّ التعامل معهم بشكل بناء بدلاً من اعتبارهم غير مرغوب فيهم".

"الترحيل" يُهدد المجتمع بأسره
دعا فليكر إلى التركيز بشكل أكبر على المساهمات الإيجابية للمهاجرين في النمسا من خلال عملهم، ووصف فكرة "الترحيل" الجذري، التي تُطرد الأشخاص ذوي الجنسية الأجنبية أو الجذور الأجنبية من البلاد، بأنّها "هجوم على جميع السكان".

وشدّد ثر على أنّ الترحيل القسري للمهاجرين سيكون بمثابة تطهير عرقي، مُذكّرًا بمثل هذه الممارسات في يوغوسلافيا سابقًا، والتي أدّت دائمًا إلى تصاعد العنف، بما في ذلك ضد مجموعات أخرى مثل الأقليات والمثقفين ورجال الإعلام.

وختم ثر حديثه محذّرًا من أنّ ذلك سيؤدّي إلى انهيار سيادة القانون وتحويل الديمقراطية الليبرالية إلى دولة عرقية، مع ما يترتب على ذلك من خسائر اقتصادية وازدياد الفقر.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button