وصف المدون

اليوم

INFOGRAT - فيينا:
أثار اقتراح عضو مجلس التعليم في فيينا، كريستوف فيدركير (من حزب النيوس)، يوم الثلاثاء، بإدخال مادة "الديمقراطية" كبديل عن التعليم الديني الإلزامي في المدارس، ردود فعل رافضة من جانب المجتمعات الدينية.

ORF

وبحسب وكالة الأنباء النمساوية (APA)،
وفقًا لفيدركير، فإن هذه المادة ستشمل تعليم الديمقراطية والقيم والأخلاق بالإضافة إلى المعرفة حول جميع الأديان المعترف بها، بينما يجب أن تكون مادة الدين اختيارية وتضاف إلى الجدول الدراسي حسب الرغبة، وجاء هذا الاقتراح بعد عرض دراسة حول توزيع الأديان في المدارس الابتدائية في فيينا، حيث أظهرت أن 35% من الطلاب مسلمون، 26% بلا انتماء ديني، 21% كاثوليك، 13% أرثوذكس، و2% إنجيليون أو ينتمون إلى ديانات أخرى.

وقال وزير التعليم مارتن بولاشيك (من حزب الشعب النمساوي) يوم الثلاثاء: "سيبقى التعليم الديني" وأكد في بيان أن الأطفال يجب أن يتعلموا القيم والتسامح في أوقات تزايد التوترات الثقافية، مشيرًا إلى أن التعليم الديني يلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق.

وجهت الجماعة الإسلامية في النمسا (IGGÖ) انتقادات لاقتراح فيدركير، وأوضح الرئيس أوميت فورال أن ربط زيادة عدد الطلاب المسلمين بمطالب تعليم الديمقراطية هو أمر "مقلق" وأشار إلى أن التعليم الديني الإسلامي يشجع الطلاب على التعامل مع إيمانهم والمشاركة بمسؤولية في المجتمع، مشددًا على توافق الحياة الإسلامية مع الشعور بالانتماء للمجتمع النمساوي، وأكد أن التعليم الديني يعزز الحوار بين الأديان.

التحذير من "التحويل"
أعرب فورال عن دعمه لتعليم الديمقراطية، ولكن ليس على حساب التعليم الديني، مؤكدًا أن كلا الموضوعين يساهمان في تطوير مجتمع يحترم التعددية، وحذر من أن إلغاء التعليم الديني يعني نقل التعليم الديني إلى خارج الإطار القانوني والتنظيمي القائم، دون إشراف من معلمين مؤهلين.

مساهمة في نظام القيم
وأشارت أندريا بينز، رئيسة مكتب التعليم في أبرشية فيينا، إلى أن التعليم الديني يساهم بشكل كبير في تماسك المجتمع ونظام القيم في النمسا، والذي يتأثر بشكل كبير بالمسيحية، وأكدت أن الديمقراطية تعني السماح بالتعليم الديني في تنوعه، وأضافت أن الحوار والنقاشات التي تنتج عن التعليم الديني تساهم في تعزيز القيم الديمقراطية.

التعاون بين الأديان
وأكدت بينز على أهمية الأشكال المختلفة للتعاون بين الأديان في التعليم الديني، مشيرة إلى مشروع التعليم الديني التعاوني الذي يجمع بين الكنائس الكاثوليكية والإنجيلية والأرثوذكسية والقديمة الحرة منذ عام 2015، كما أشارت إلى مشروع مشترك في فيينا يشمل تعليم القيم والتعلم بين الثقافات والأديان، ويتناول القضايا الأخلاقية والاجتماعية والدينية.

أرقام ليست مفاجئة
أوضحت بينز أن الأرقام التي أظهرتها الدراسة لم تكن مفاجئة، بل تعكس التطورات الديموغرافية، وأن المدرسة تعكس المجتمع، وأشارت إلى أن 6000 طفل بلا انتماء ديني في مدارس فيينا الإلزامية يختارون حضور التعليم الديني الكاثوليكي أو الإنجيلي كموضوع اختياري، مما يفوق عدد الطلاب الكاثوليك والإنجيليين الذين ألغوا التسجيل في التعليم الديني.

رفض من حزبي الشعب والحرية
وأعربت وزيرة الااندماج سوزان راب (من حزب الشعب النمساوي) عن رفضها لاستبدال التعليم الديني بمادة الديمقراطية، مؤكدة أن التعليم الديني محمي دستوريًا وسيظل كذلك، وأشارت إلى أن التعليم المدني والمعلومات عن الحياة في الديمقراطية يجب أن يكون لها مكان مهم آخر في النظام التعليمي.

التوضيح من فيدركير
بعد الانتقادات، أوضح فيدركير أنه تم فهم اقتراحه بشكل خاطئ، مؤكداً أنه لا يقترح أي تغييرات على الوضع الحالي للتعليم الديني، وأوضح أن التعليم الديني اختياري بالفعل ويمكن إلغاؤه في أي وقت، وأنه يمكن الاستمرار في حضور التعليم الديني على أساس اختياري كما هو الحال حاليًا.

الوضع الحالي للتعليم الديني في النمسا
في النمسا، يعتبر التعليم الديني إلزاميًا للطلاب الذين ينتمون إلى مجتمعات دينية معترف بها قانونيًا، ويمكن إلغاء التسجيل خلال الأيام الخمسة الأولى من السنة الدراسية، والطلاب بلا انتماء ديني يمكنهم حضور التعليم الديني كموضوع اختياري، وفي المرحلة الثانوية، يجب على الطلاب الذين يلغون التسجيل في التعليم الديني حضور دروس الأخلاق.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button