شهدت العاصمة النمساوية فيينا، السبت، تنظيم مسيرة إحياءً لذكرى ضحايا مجزرة سريبرينيتسا، التي ارتكبتها القوات الصربية ضد مسلمي البوسنة عام 1995.
وتجمع مئات البوسنيين والأتراك، في حي "مارياهيلفر"، أحد الشوارع الرئيسية في فيينا، حاملين صورًا لضحايا مجزرة سريبرينيتسا، حسب مراسل الأناضول.
وأشار المراسل أن المشاركين في المسيرة، ساروا من حي "مارياهيلفر" إلى ميدان الأبطال الموجود في قصر "هوفبورغ" وسط فيينا.
ورفع المشاركون في المسيرة، لافتات تذكر بمذبحة سريبرينيتسا والأساليب غير الإنسانية التي تعرض لها مسلمو البوسنة.
وطالب المشاركون المجتمع الدولي بوضع آليات تمنع وقوع حملات إبادة جماعية في المستقبل.
وقال سفير البوسنة والهرسك لدى فيينا، كمال كوزاريتش، للأناضول، إن مذبحة سريبرينيتسا كانت يومًا من أتعس الأيام في تاريخ البوسنة والهرسك.
وأضاف أن 8 آلاف و372 مدنيا قتلوا في سريبرينيتسا فقط لأنهم مسلمين، وذلك بهدف القضاء على المسلمين في البوسنة.
وأشار كوزاريتش أن الجانب الصربي لم يقبل الاعتراف بمذبحة سريبرينيتسا رغم الاعتراف الدولي بها والإدانات الصادرة من قبل المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة.
وتعد مجزرة "سربرنيتسا" أكبر مأساة إنسانية وقعت في أوروبا عقب الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، نظرا لكم العنف والمجازر والدمار الذي تخللها.
ففي 11 يوليو/ تموز 1995، لجأ مدنيون بوسنيون من "سربرنيتسا" إلى حماية الجنود الهولنديين، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة، غير أنّ القوات الهولندية، التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية.
وقضى في تلك المجزرة أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان من أبناء المدينة الصغيرة، تراوحت أعمارهم بين 7 أعوام و70 عاما.
وارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة "حرب البوسنة"، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية "دايتون"، وتسببت الحرب بإبادة أكثر من 300 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة.
ودفن الصرب المسلمين البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد أن انتهاء الحرب، أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم، لدفن مجموعة منهم كل عام في ذكرى تلك الواقعة الأليمة من تاريخ البشرية.
الأناضول
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة