في أواخر كانون الأول/ديسمبر الماضي زار ناشطون من سويسرا المنطقة الغربية من البوسنة على الحدود مع كرواتيا لتقديم مساعدات لآلاف اللاجئين والمهاجرين الذين تقطعت السبل بهم هناك أثناء محاولتهم دخول كرواتيا، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي. DW التقت شتيفان ديترش من منظمةNetzwerk Asyl للوقوف معه على حقيقة الأمور هناك:
DW: زرتم مخيمات لطالبي لجوء ومهاجرين على الحدود البوسنية-الكرواتية. حدثنا عن ظروف حياتهم؟
شتيفان ديترش: في أحد المواقع بالقرب من فليكا كلادوشا زرنا 690 طالب لجوء، من بينهم عشر نساء وأطفال. ينام الناس هناك على أسرة طابقية محاطة بشراشف لخلق نوع ما من الخصوصية. المراحيض مصنوعة من البلاستيك. شعورنا أن كل شيء أقيم هناك على عجل وبشكل مرتجل. الجو بارد والقذارة حاضرة. الأشياء كان من الممكن أن تكون أكثر نظافة وأحسن تنظيماً. لا أقول إن الوضع كارثي، ولكنه صعب. البعض ينام خارج المبنى.
الأطباء لا يزورون الموقع يومياً كما ينبغي عليهم فعله وهم لا يتحدثون اللغة الانكليزية، مما يصعب التواصل مع طالبي اللجوء. على كل حال الوضع أفضل مما كان عليه في الصيف.
DW: الأوضاع في المخيمات الأخرى أكثر سوءاً؟
شتيفان ديترش: في أحد المصانع القديمة في بيخاتش زرنا مخيم لطالبي اللجوء. المخيم يقع في صالة كبيرة مظلمة وتنتشر فيها القمامة في كل مكان. البعض يقول أن عدد المقيمين 1700 شخص، بينما يقول البعض الآخر أن الرقم يصل إلى 2100. في المصنع يشاهد المرء حاويات وخيم يسكنها طالبو اللجوء. وقال لي عمال إغاثة أنه من بين 200 حاوية هناك 37 بدون تدفئة. ومن هنا فقد جلبن لهم أجهزة تدفئة. كما جلبنا أجهزة ميكروويف لتسخين الطعام، الذي يبدو أنه شحيحاً. كما جمعنا عدة أزواج من الأحذية والجوارب والقفازات والقبعات ومعاطف وحفاضات ومستلزمات طبية وأطعمة.المراحيض مسدودة ووسخة. ورأينا أحد طالبي اللجوء يستحم بالماء البارد، إذ أن الماء الساخن لم يكن متوفراً. كما شاهدنا بعض طالبي اللجوء يفترشون العشب المتجمد.يحاول الناس هناك تحسين الأوضاع غير أن تحقيق ذلك ما يزال بعيداً.تحدثت مع مهاجرين وطالبي اللجوء.
DW: كيف يكيفون أنفسهم مع الوضع؟
شتيفان ديترش: تفآجت أنهم متفائلون للغاية. التقينا أحد الأشخاص الذين أعيدوا إلى البوسنة والهرسك ست مرات، وآخر 18 مرة، إلا انهم مازالوا متفائلين معتقدين أنهم في نهاية المطاف سيصلون إلى الاتحاد الأوروبي.قيل لنا في فليكا كلادوشا أنه يحاول 100 مهاجر كل صباح عبور الحدود. يُعاد 70 منهم، و يفلح 30 بالعبور إلى كرواتيا وسلوفينيا ومنهما إلى إيطاليا.
DW: ما أسباب فرارهم إلى الغرب؟
شتيفان ديترش: كان هناك مجموعة من المصريين الفارين على خلفية نشر انتقادات للحكومة. كما تحدثنا مع مغاربة يبحثون عن حياة أفضل وآخرين من إيران تركوا وطنهم لأسباب سياسية وبعض الباكستانيين الهاربين من الظروف الاقتصادية الصعبة وحتى الحرب. أعلم أن هناك لاجئين من سوريا وأفغانستان والعراق، إلا إن المفاجأة كانت وجود لاجئين من مصر والهند.
DW: وما هو انطباعك عن السكان المحليين في البوسنة والهرسك؟
شتيفان ديترش: يشعر السكان بالخجل من عدم فعل حكومتهم أكثر مما تفعله لمساعدة المهاجرين وطالبي اللجوء.
يمكن بالفعل تحسين الأمور في بعض المخيمات؛ إذ أن الظروف كانت أفضل في مواقع دون غيرها. بالطبع لا يمكن المقارنة مع ظروف معيشة اللاجئين في سويسرا أو ألمانيا، بيد أنها تبقى إنسانية إلى حد ما.
DW: وماذا عن معاملة الشرطة في البوسنة والهرسك وكرواتيا وسلوفينيا؟ هل شاهدت عنف بحق اللاجئين والمهاجرين؟
شتيفان ديترش: سمعت روايات عن حالات ركل، لا ضرب، من قبل الشرطة الكرواتية. كما يتم تناقل كلام عن أخذ أجهزة الهاتف المحمول والمتعلقات الشخصية والنقود. ووصل الأمر إلى ادعاء البعض أن تم أخذ أحذيتهم من أرجلهم وإجبارهم على العودة إلى البوسنة حفاة عبر الغابات. يبدو ليّ أن ما يحدث في كرواتيا ممنهج وليس عرضياً أو عفوياً.
كما سمعنا عن عنف بحق اللاجئين والمهاجرين في هنغاريا وبلغاريا في وقت سابق.
DW: وما هي أقوى الانطباعات التي بقيت عالقة في ذهنك؟
شتيفان ديترش: من الواضح أن الوضع صعب. تم ترك بيخاتش وفليكا كلادوشا لوحدهما لتدبر الأمر مع المشكلة. ويبدو واضحاً أيضاً أن الكثير من منظمات الإغاثة والأفراد يريدون تحسين الأوضاع، إلا أن المؤسسات الرسمية إما أنها غير قادرة على فعل شيء ما أو لا تريد حلحلة الموقف. وأشير هنا بالتحديد إلى المؤسسات الرسمية في العاصمة سرايفو. لدينا أمثلة واضحة عما يمكن فعله حين تتوفر الإرادة السياسية وما حصل في مدينة موستار مثال واضح على ذلك.
DW
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة