وصف المدون

اليوم


عشية الانتخابات البرلمانية في الاتحاد الأوروبي أدرج ثاني أكبر حزب ألماني "البديل من أجل ألمانيا" إلى برنامجه بنودا حول احتمال انسحاب بلاده من الاتحاد الأوروبي حال عدم إصلاحه.

ويرى الخبراء أن ذلك نذير بوقوع "أزمة عميقة في الاتحاد الأوروبي".

ويعتقد السياسيون بأننا نشهد اليوم أول مرة عندما يتم تعريض مستقبل الاتحاد الأوروبي للشك بهذا المستوى العالي. والأكثر من ذلك من قبل الدولة التي تلعب أهم دور في الاتحاد.

ويعبر المحللون عن اعتقادهم بأن الشكوك بالاتحاد الأوروبي تزداد قوة في عدد من بلدان الاتحاد، الأمر الذي يعني أن إصلاحات عميقة قد تقع في الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب.

وأعلن حزب "البديل من أجل ألمانيا" الذي عقد مؤتمره الأخير في 13 يناير الجاري في مدينة ريزا الألمانية أنه لا يستبعد احتمال انسحاب ألمانيا من الاتحاد الأوروبي حال عدم إصلاحه في القريب العاجل. وقالت وكالة "DPA" الألمانية إن هذه المبادرة أصبحت من أهم نقاط برنامج الحزب .

ويدعو الحزب لإجراء الإصلاحات العميقة في الاتحاد الأوروبي. ويصر خاصة على ضرورة الحد من الدور التشريعي في الاتحاد وحل البرلمان الأوروبي وإنشاء جمعية لممثلي المجالس التشريعية الوطنية للدول الأعضاء فيها بدلا من البرلمان.

كما يدعو المشككون الأوروبيون الألمان إلى تحويل الاتحاد الأوروبي من جديد إلى اتحاد اقتصادي لا غير والتخلي عن التدخل في السياسية الوطنية للدول الأعضاء فيه. كما طرح حزب "البديل من أجل ألمانيا" فكرة رفع العقوبات المفروضة على روسيا وخروج ألمانيا من آليات السياسة الخارجية المشتركة. وفي المجال الاقتصادي يقترحون التخلي عن اليورو والعودة إلى استخدام العملة الوطنية الألمانية. وهذا ما يدعو إليه الحزب منذ تأسيسه عام 2013.

وتزداد سمعة المحافظين الراديكاليين من حزب "البديل من أجل ألمانيا" بشكل دائم. وعام 2017 حصل الحزب على 91 مقعدا في البوندستاغ ليصبح ثالث أكبر كتلة فيه.

كما تعززت مواقع الحزب في الأونة الأخيرة على خلفية أزمة الهجرة المنتشرة. وبحسب التحاليل الأخيرة يحتل الحزب المقعد الثاني من حيث شعبيته في البلاد.

كما تشير المعلومات الأخيرة على أن 15% من الألمان يؤيدون أفكار الحزب الذي يرحب بالبريكست ويقترح إغلاق الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي وتشديد سياسة الاتحاد في مجال الهجرة.

واعتقدت خبيرة مركز التحاليل الجيوسياسية، داريا بلاتونوفا، في حديثها لـ RT أن هذه الاقتراحات تدل على التغيرات الجذرية في سياسة الاتحاد الأوروبي.

وقالت: "إنه وضع نادر تماما وخاصة بالنسبة لحزب "البديل من أجل ألمانيا"، إذ أن موقفه من الاتحاد الأوروبي كان في بداية الأمر يكمن في نهج الإصلاح. وعندما تبدأ بعض الدول مثل اليونان وإيطاليا وفرنسا التحدث عن الانسحاب من الاتحاد الأوروبي يدور الحديث عن تحريرهم من المستفيد الاقتصادي للاتحاد الأوروبي وهو ألمانيا. ولكن عندما نسمع الأفكار حول الانسحاب من الاتحاد الأوروبي من جانب ثاني أكبر حزب داخل المستفيد الاقتصادي نفسه فيدل ذلك على وجود أزمة عميقة في الاتحاد الأوروبي".

من جانبه افاد كورنيليوس أديبار، الباحث في مركز كارنيغي الأوروبي للأبحاث، في حديثه لـ "Euroactiv" بأن نمو شعبية التشكيك الأوروبي يساعد على رفض الدول الأوروبية الأخرى (مثل هنغاريا وبولندا) تنفيذ الأحكام الأوروبية.

ويذكر الخبراء أن الأحزاب التي تقف مواقف الريبة من الاتحاد الأوروبي تعزز مواقعها في السنوات الأخيرة في الساحة السياسية في مختلف البلدان الأوروبية، وبينها بريطانيا وفرنسا والدانمارك والنمسا وألمانيا والسويد واليونان وإيطاليا.

وتدل نتائج استطلاع الرأي العام الذي أجرته خدمة "Eurobarometer" الأوروبية في الخريف الماضي على أن 48% من الأوروبيين لا يثقون بالمؤسسات الأوروبية. وبين أهم القضايا يشير الأوروبيون إلى الهجرة غير الشرعية (40%) ونمو الخطر الإرهابي (20%). وفي ألمانيا يبلغ عدد الناس الذين لا يثقون بالاتحاد الأوروبي، 38%.

وفي الوقت نفسه فإن المشككين الأوروبيين من الدول الأخرى هم الذين يعتبرهم حزب "البديل من أجل ألمانيا" أهم أنصار بالنسبة له في الانتخابات البرلمانية الأوروبية المقبلة.

وأعلن يورغ مايتن، أحد زعماء الحزب، في حديثه لصحيفة "Deutschlandfunk" الألمانية أنه يأمل بأن يبدأ الاتحاد الأوروبي بعد انتخابات مايو المقبل إصلاحه "في اتجاه أوروبا للأمم التي تتعاون مع بعضها البعض".



ٍRT
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button