النهاياتُ خلاص المرتقبين وإن بُشِّرتَ بالموت ، والإنتظار عذاب المحكومين وإن أفضى إلى الخلاص" عبارةٌ كتبها أحد ما على جدران ذلك المكان، هناك عند الزواية حيث بقعٌ من الدماء وبقايا فتات خبزٍ متعفّن كانت تمسكُ رضيعاً! فعندما يقدّم لك الموت نفسه على هيئة وحش ، ستكون النتيجة صرخاتُ رضيع .
ساهم في انتزاعِ روحها أكثرُ من وحش لذلك هي لاتطيق سماع صراخ هذا الطفل الذي تكاد تقتله بنظرات الكره. هذا المكان أشبه بالمنجم، مليءٌ بصرخاتِ أرواحٍ فارقت أجسادها، فهنا يصادرون منك اسمك وملامحك حتى روحك، أنت هنا مجرّد رقم يقتاتُ من جراحه وينتظر دوره في طابور الموت.
يُفتحُ باب الزنزانة ليُطلّ وحشٌ ضخم يصرخ: " رقم ١٣ عالتحقيق"، لم يستجب أحد فباقي الأرقام مشغولات بالدّعاء على ألا يأتي دورهنّ وهنّ على قيد الحياة،
يدخل الى الزنزانة باتجاه الزاوية ويجرّ رقم ١٣ من شعرها، مازالت تحتضن الطفل الذي إن حظي بشهادة ولادة ، سيملئ مكان الفراغ المخصص ببند الولادة " المعتقل"! هذا إن حظي أصلاً بفرصة العيش فصراخ الطفل انتهى بين يديّ ذلك الوحش الذي لوّح به في الهواء وقذفه باتجاه الحائط لتكون الضربة القاضية التي تنتزع روحه الصغيرة.
سترافقكَ ضربات الكرباج وانت تُشحط الى غرفة التحقيق حيث رحلةٌ أخرى من العذاب.
تصرخ :" أأنت موجود يا الله؟" يقهقه الوحش :" خلي ربك يطلعك من هون"!
" أأنت موجود يا الله أم أن إيماني بك لم يصل الى الحد الذي تُظهِر فيه عجائب قدرتك وتتدخّل في قدري؟" " أقلبي لم يمتلئ بحبك يارب أم أنك اصطفيتني لهذه المحنة حتى تنتزع روحي مني في لحظةٍ وأنت راضٍ عني؟ إرضَ عني يا الله واخلع تلك الروح من ذلك الجسد فلم يعد هناك مكان للألم"
كلما كانت كلمة يا الله أعلى كلما كانت ضربات الكرباج على جسدها أقوى! "خلي ربّك يطلعك من هون إذا موجود"..
في عالم المعتقلات لا توجد أي وسيلةٍ من وسائل التكنولوجيا كتطبيق التويتر! فالتويتر المُستخدم في ظلماتِ السجون يختلف عن التويتر المُعترف به عالمياً والذي يمكنك من خلاله الحصول على استقبالٍ حافل مزيّن بالورود والصحافة والإعلام، عليك فقط أن تكون منافقاً وربما ملحداً أيضاً.
تويتر المعتقلات لا علاقة له بما يسمى "التغريد"، هو فقط عبارة عن ألم لا يسمعه أحد خارج حدود المعتقل.. تويتر يبدأ بإطلاق صرخات الوجع من داخل الزنزانة لتصدح في أرجاء الممر المؤدي الى غرفة التحقيق حيث تنتهي هناك وتموت عندما ينهار الجسد وتُقتلُ الروح.
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة