الصورة تعبيرية |
إنتهى الخطاب بجملة فعش حراً أو فلتدفن رأسك في التراب كالنعام سمعتها جدران القاعة. للحظة عادت السيدة (X) بذاكرتها إلى الوراء عندما كانت في بلادها ولأول مرة سمعت كلماتٍ لم تفهم معانيها فسألت جدّها:" جدّو شو يعني حرية وحقوق؟" ليُسكتها جدها بعبارة : شششش اسكتي يا جدّو الحيطان إلها آدان" ! مازالت تتذكّر كيف سألت معلّمتها " آنسة شو يعني حرية وحقوق؟" لتوبّخها معلمتها وتقول " اسكتي وانتبهي عالدرس"!
"شششش اسكت الحيطان إلها آدان" جملة ورثناها عن آباءنا والتي أصلاً ورثوها عن آبائهم فوراثة الجهل هي حق من حقوق الشعوب أما وراثة السلطة فهي من حق الحكام.
كل شيء حولك يذكّرك بأنك وريث الجهل لدرجة أنه تم إقناعك أنه لا يحق لأحد أن يرث ذلك الجهل عنك، فأنت عبدٌ مأمور تردّد كالببغاء شعاراتٍ تمّ حشوها في أدمغة أسلافك وورثتها أنت لتصبح جزءاً من روحك تتنفّسها كل صباح.
هناك من فكّر للحظةٍ من اللحظات أن يتحدث بصوتٍ عالٍ ويُسمِع آذان الجدران!هؤلاء الذين خرجوا عن القطيع و عصوا الراعي فصرخوا وقرروا عدم توريث الجهل لمن سيأتي بعدهم، طالما أنك صرخت ففاتورة ذلك الصراخ هي الدماء!
أما من قرر البقاء مع القطيع، فقد أثبتو ولاءهم لأسلافهم وبقوا متمسكين بعبارة "ششش الحيطان الها ادان" ولكن مع تغيير الظروف وتغيير المكان تحولت الى
" ياغريب كون اديب" ! فلا فرق بين العبارتين لأن كلاهما يدعوانك الى التزام الصمت والإنصياع للأوامر، رغم عدم وجود مشكلة إن سمعتكَ آذان حيطان تلك البلاد الجديدة وأنت تعبّر عن رأيك.
يا غريب كون أديب فأنتَ الآن تأكلُ من خيراتِ بلدٍ ليست بلدك فكن مؤدباً ولا تنكر الجميل حتى ولو دسّوا السم في طعامك! يا غريب كن أديب ولا تتجاوز حدودك وتطالب بأن يتم معاملتك مثل أهل البلد الاصليين حتى وإن تمّ تشبيهك بالطفيليّات التي تغلغلت إلى ذلك البلد. فعلاً أنك في غاية الوقاحة أيها الغريب حينما سمحتَ لنفسك بالتفكير بأن لك الحق في رفع صوتكَ في بلدٍ أعطاك الأمن والأمان وفرصاً لتحقيق أحلامكَ التي لو كنتَ في بلدك الأم لما استطعتَ تحقيقها ولو بعد مئة عام! هه
يُقال أن الطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد أن الطيران جريمة! فمن وُلد في بلادٍ دستورها يعتمد على الإستعباد ومصادرةِ الآراء و وأدِها قبل أن تُبصر النور، لن يسمح لأفكاره بالإنطلاق حتى لو كان في بلادٍ أبواب أقفاصها مفتوحة.
قانونٌ قام حكام العرب بتفصيله على مزاجهم وعليك تنفيذه دون إعتراض! ألستَ أنتَ من ورثت ذلك وأورثته لمن بعدك وأوهمتَ نفسك أن الإعتراض جريمة مع أنه حقٌ من حقوقك؟!
أنت الآن في بلادٍ غريبة وستواجه ذات القوانين التي قام أصحابها بصياغتها بما يتماشى مع سياساتهم وسيقدّمونها لك تحت مسمّى حريات وديموقراطيات ولأنها كذلك، يحقّ لك إبداء رأيك أو الإعتراض دون انتهاكٍ أو تحقيرٍ لأحد ومع هذا فالإعتراض لا يُناسب أصحاب مقولة
" ياغريب كون أديب" و إن تكلّمت ستراهم يصرخون في وجهك ويتّهمونك بالتملّق قائلين: عد إلى حضن وطنك وطبّق معاييرك الاجتماعية ودستورك وافكارك و دع أصحاب هذا البلد يفعلون في اوطانهم ما يشاؤون!
أو سيقولون لك: هذه بلادهم، يضعون القوانين التي تناسبهم فإما أن تعيش تحت تلك القوانين أو أن تعود إلى بلادك؟!
يعني يريدون منك أن تعيش ذات سيناريو العبودية الذي كنا نعيشه في بلادنا.
المشكلة أن هؤلاء الناس لا يعلمون أن لكِلا البلدين برستيجه الخاص في التعامل مع سياسة رفع الصوت! ففي البلاد العربية رفع صوتك لا يُناسب بريستيج الطواغيت و سيكلّفك ذلك إما فقدان حياتك أو فقدان وطنك بأكمله أو ربما الإثنان معاً.
أما بالنسبة للبلدان التي طالما سمعنا عنها أنها بلاد الحريات، فتلميع صورتها أمام العالم تتوقف على مدى علوّ صوتك، فارفع صوتك، لن يكلّفك ذلك حياتك.
"ياغريب كن أديب" فهل كانت الدول التي استقبلتنا " أديب" وهم يتحدثون عني بدل التحدث معي؟
هل كانوا كذلك عندما جعلوا مني ورقةً في أيدي الأحزاب اليمينية لترويج حملاتهم الإنتخابية للوصول إلى الحكم؟
هل كانوا كذلك عندما جعلوا مني قضيةً بثّوا من خلالها الرعب في نفوس مواطنيهم لكسب أصواتهم وثقتهم؟
هل كانوا كذلك عندما قالو أن ديني ليس جزءاً من بلادهم ولا ينتمي إليه؟ هل كانوا كذلك وهم يتناقشون في منع الحجاب في المدارس الإبتدائية والثانوية بذريعة حرية التعليم وحماية الطالبات؟ حمايتهنّ من ماذا يا ترى؟ ربما من هجمات العنصريين عليهنّ! هه
" يا غريب كن أديب" نعم سأكون أديب بتطبيق القانون عندما يسري ذلك على الجميع، سأكون أديباً لكن من حقي أن أُعبر عن رأيي وأعترض. و صدَق من قال: تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسـفـن
إن الذي يرتجي شيئاً بهمتــــــه
يلقاه لو حاربتــــــه الإنس والجن
فاقصد إلى قمــم الأشياء تدركه
تجري الرياح كما رادت لها السفن
فعش حراً أو فلتدفن رأسك في التراب كالنعام.
مقالة ل Sylvana Islam
"شششش اسكت الحيطان إلها آدان" جملة ورثناها عن آباءنا والتي أصلاً ورثوها عن آبائهم فوراثة الجهل هي حق من حقوق الشعوب أما وراثة السلطة فهي من حق الحكام.
كل شيء حولك يذكّرك بأنك وريث الجهل لدرجة أنه تم إقناعك أنه لا يحق لأحد أن يرث ذلك الجهل عنك، فأنت عبدٌ مأمور تردّد كالببغاء شعاراتٍ تمّ حشوها في أدمغة أسلافك وورثتها أنت لتصبح جزءاً من روحك تتنفّسها كل صباح.
هناك من فكّر للحظةٍ من اللحظات أن يتحدث بصوتٍ عالٍ ويُسمِع آذان الجدران!هؤلاء الذين خرجوا عن القطيع و عصوا الراعي فصرخوا وقرروا عدم توريث الجهل لمن سيأتي بعدهم، طالما أنك صرخت ففاتورة ذلك الصراخ هي الدماء!
أما من قرر البقاء مع القطيع، فقد أثبتو ولاءهم لأسلافهم وبقوا متمسكين بعبارة "ششش الحيطان الها ادان" ولكن مع تغيير الظروف وتغيير المكان تحولت الى
" ياغريب كون اديب" ! فلا فرق بين العبارتين لأن كلاهما يدعوانك الى التزام الصمت والإنصياع للأوامر، رغم عدم وجود مشكلة إن سمعتكَ آذان حيطان تلك البلاد الجديدة وأنت تعبّر عن رأيك.
يا غريب كون أديب فأنتَ الآن تأكلُ من خيراتِ بلدٍ ليست بلدك فكن مؤدباً ولا تنكر الجميل حتى ولو دسّوا السم في طعامك! يا غريب كن أديب ولا تتجاوز حدودك وتطالب بأن يتم معاملتك مثل أهل البلد الاصليين حتى وإن تمّ تشبيهك بالطفيليّات التي تغلغلت إلى ذلك البلد. فعلاً أنك في غاية الوقاحة أيها الغريب حينما سمحتَ لنفسك بالتفكير بأن لك الحق في رفع صوتكَ في بلدٍ أعطاك الأمن والأمان وفرصاً لتحقيق أحلامكَ التي لو كنتَ في بلدك الأم لما استطعتَ تحقيقها ولو بعد مئة عام! هه
يُقال أن الطيور التي تولد في الأقفاص تعتقد أن الطيران جريمة! فمن وُلد في بلادٍ دستورها يعتمد على الإستعباد ومصادرةِ الآراء و وأدِها قبل أن تُبصر النور، لن يسمح لأفكاره بالإنطلاق حتى لو كان في بلادٍ أبواب أقفاصها مفتوحة.
قانونٌ قام حكام العرب بتفصيله على مزاجهم وعليك تنفيذه دون إعتراض! ألستَ أنتَ من ورثت ذلك وأورثته لمن بعدك وأوهمتَ نفسك أن الإعتراض جريمة مع أنه حقٌ من حقوقك؟!
أنت الآن في بلادٍ غريبة وستواجه ذات القوانين التي قام أصحابها بصياغتها بما يتماشى مع سياساتهم وسيقدّمونها لك تحت مسمّى حريات وديموقراطيات ولأنها كذلك، يحقّ لك إبداء رأيك أو الإعتراض دون انتهاكٍ أو تحقيرٍ لأحد ومع هذا فالإعتراض لا يُناسب أصحاب مقولة
" ياغريب كون أديب" و إن تكلّمت ستراهم يصرخون في وجهك ويتّهمونك بالتملّق قائلين: عد إلى حضن وطنك وطبّق معاييرك الاجتماعية ودستورك وافكارك و دع أصحاب هذا البلد يفعلون في اوطانهم ما يشاؤون!
أو سيقولون لك: هذه بلادهم، يضعون القوانين التي تناسبهم فإما أن تعيش تحت تلك القوانين أو أن تعود إلى بلادك؟!
يعني يريدون منك أن تعيش ذات سيناريو العبودية الذي كنا نعيشه في بلادنا.
المشكلة أن هؤلاء الناس لا يعلمون أن لكِلا البلدين برستيجه الخاص في التعامل مع سياسة رفع الصوت! ففي البلاد العربية رفع صوتك لا يُناسب بريستيج الطواغيت و سيكلّفك ذلك إما فقدان حياتك أو فقدان وطنك بأكمله أو ربما الإثنان معاً.
أما بالنسبة للبلدان التي طالما سمعنا عنها أنها بلاد الحريات، فتلميع صورتها أمام العالم تتوقف على مدى علوّ صوتك، فارفع صوتك، لن يكلّفك ذلك حياتك.
"ياغريب كن أديب" فهل كانت الدول التي استقبلتنا " أديب" وهم يتحدثون عني بدل التحدث معي؟
هل كانوا كذلك عندما جعلوا مني ورقةً في أيدي الأحزاب اليمينية لترويج حملاتهم الإنتخابية للوصول إلى الحكم؟
هل كانوا كذلك عندما جعلوا مني قضيةً بثّوا من خلالها الرعب في نفوس مواطنيهم لكسب أصواتهم وثقتهم؟
هل كانوا كذلك عندما قالو أن ديني ليس جزءاً من بلادهم ولا ينتمي إليه؟ هل كانوا كذلك وهم يتناقشون في منع الحجاب في المدارس الإبتدائية والثانوية بذريعة حرية التعليم وحماية الطالبات؟ حمايتهنّ من ماذا يا ترى؟ ربما من هجمات العنصريين عليهنّ! هه
" يا غريب كن أديب" نعم سأكون أديب بتطبيق القانون عندما يسري ذلك على الجميع، سأكون أديباً لكن من حقي أن أُعبر عن رأيي وأعترض. و صدَق من قال: تجري الرياح كما تجري سفينتنا
نحن الرياح ونحن البحر والسـفـن
إن الذي يرتجي شيئاً بهمتــــــه
يلقاه لو حاربتــــــه الإنس والجن
فاقصد إلى قمــم الأشياء تدركه
تجري الرياح كما رادت لها السفن
فعش حراً أو فلتدفن رأسك في التراب كالنعام.
مقالة ل Sylvana Islam
شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة