وصف المدون

اليوم

بصوت مضطرب ومتعب يبدأ صلاح مكالمته مع مهاجرنيوز "لا أعلم متى سيتم ترحيلي ومهما حاولت جاهدا أن ألهي نفسي بالتفكير عن ذلك، أجد نفسي جالسا في غرفة صغيرة مليئة بالقمامة حيث لا يمكنني فعل أي شيء آخر سوى الجلوس وانتظار القليل من الخبز والجبنة كي أملأ بهما معدتي. هذه ليست حياة. لذلك نحن نقوم بتنفيذ إضراب مفتوح عن الطعام ريثما يتم النظر إلينا بعين الإنسانية".

يستمر هذا الشاب المصري في إضرابه عن الطعام، لليوم الثالث على التوالي، في مركز منيل أملو المتاخم لمطار شارل ديغول شمال العاصمة باريس. ويتشارك معه في الإضراب أكثر من 70 مهاجرا من جنسيات مختلفة تنديدا بظروف احتجازهم.

وفي مركز فانسين لاحتجاز المهاجرين، شرقي العاصمة الفرنسية، بدأ نحو 45 شخصا إضرابهم عن الطعام منذ الخميس 3 كانون الثاني/يناير. إنهم يطالبون بتحسين وضعهم في المركز الذي أضحى "لا يطاق"، وفقا لتعبير رشيد الشاب الجزائري الذي لا يتجاوز عمره 22 عاما.

وتضع السلطات الفرنسية المهاجرين، الذين رفضت طلبات لجوءهم أو الأشخاص الذين لا يمتلكون أوراقا رسمية، في مراكز احتجاز إدارية ريثما يتم ترحيلهم خارج الأراضي الفرنسية.

ويصف رشيد حياته في هذا المركز "يعاملونا كسجناء، إلا أننا هنا بسبب مشكلة أوراق. لسنا مجرمين".

المهاجرون جمعيا يستنكرون "تعامل الشرطة العنيف" معهم وتنفيذهم لما يطلقون عليه "الرحلات المخفيّة"، أي أن الشرطة تقوم بأخذ شخصا ما دون إخباره مسبقا وتضعه على متن طائرة متجهة إلى بلده. وبشكل عام، يجدر وضع لوائح تحدد فيها وجهة الرحلة القادمة والوقت والتاريخ.

"السجن جنة مقارنة مع مركز الاحتجاز"

ويندد المهاجرون وناشطون في مجال حقوق الإنسان بتمديد فترة الاحتجاز في هذه المراكز، ووفقا للقانون الجديد أضحى من الممكن احتجاز طالب اللجوء حتى 90 يوما بعد أن كانت المدة القصوى للاحتجاز لا تتجاوز 45 يوما.

ويوضح أحمد لمهاجرنيوز "الكلاب يأكلون بشكل أفضل منا. السجن جنة مقارنة مع مركز الاحتجاز هنا. لا يوجد أدنى احترام. يقومون بضربنا ومعاملتنا بعنف عند موعد الترحيل مهما كنا هادئين، فكيف أصلا نستطيع مقاومتهم أو الهرب ونحن محاطون بعناصر الشرطة من كل مكان".

مهاجرنيوز حاول التواصل مع شرطة باريس لكن حتى الآن لم يصلنا أي رد.

ليست لدينا حقوق هنا

ويقول كريم (32 عاما) الذي دخل مركز الاحتجاز منذ 15 يوما، وبدأ إضرابه عن الطعام منذ ثلاثة أيام، "ليست لدينا حقوق هنا. كل شيء سيء في المركز فالطعام غير كاف ومنذ وصولي إلى هنا لا آكل سوى الخبز والجبن، ولا يقدمون أبدا اللحم الحلال، ما يزيد الأمور تعقيدا بالنسبة للبعض منا".


وتستنكر جمعية سيماد الوضع في المراكز وتشرح لمهاجرنيوز "يتم حرمان المهاجرين من الكثير من حقوقهم، فلا يحق لهم استخدام الهواتف الذكية داخل المركز حتى لا يتمكنوا من أخذ صور وتوثيق ما يحصل في الداخل".

أما بالنسبة للجانب الصحي، تندد الجمعية "بالعناية الطبية المحدودة جدا وقلة الخدمات الصحية" وعدم تواجد الأطباء بشكل يومي.

ويشير مصدر في الجمعية لمهاجرنيوز طلب عدم ذكر اسمه إلى أن الأمر الشديد الخطورة هو وجود "غرف منفردة تشبه الحبس الانفرادي، حيث يتم وضع الشخص في غرفة صغيرة لا يتوفر فيها أي شيء ويتم وضع خوذة على رأسه حتى لا يحاول مثلا الانتحار عبر ضرب رأسه بالحائط".

ووفقا لجمعية "سيماد" احتجزت السلطات الفرنسية نحو 47 ألف شخص في مراكز الاحتجاز خلال العام 2017.



مهاجرنيوز
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button