وصف المدون

اليوم

تسعى عصابات عائلية في ألمانيا لدفع اللاجئين العرب للاشتراك معها في أعمال إجرامية، الأمر الذي جعل السلطات عرضة للكثير من الانتقادات والاتهامات بأنها لم تحسن تقدير خطر هذه المجموعات ذات الأساليب المبتكرة.

وتعمل هذه العصابات العائلية على "استخدام أشخاص آخرين لتنفيذ أعمالها القذرة"، مثل بيع المخدرات أو عمليات السطو الصغيرة، بحسب ما أفاد المسؤول في الشرطة الألمانية بنيامين يندرو.

ويعود سبب رغبة هذه العصابات بزج اللاجئين في هذه الأعمال لأن الكثير منهم "وصلوا وحيدين إلى ألمانيا وليست لديهم ملفات قضائية"، ما يقلل من احتمال سجنهم في حال التوقيف وفقا لمسؤول الشرطة.

وتتميز "العصابات العربية"، كما تسميها الصحافة الألمانية، بعملياتها الجريئة مثل السطو والقتل بناء على الطلب واستعراض القوة.

ومنذ العام 2015، وصل إلى ألمانيا أكثر من مليون لاجئ يبحثون عن عمل لتأمين حياتهم ولا يتكلمون لغة البلد، الأمر الذي استغلته تلك العصابات.

ونقلت صحيفة "دي فيلت" عن محقق طلب عدم الكشف عن اسمه "الشباب الأقوياء جسديا هم الأكثر عرضة للتجنيد".

بطء تحرك السلطات

وتعود أصول عائلات المافيا هذه إلى لبنان، وهي وصلت إلى ألمانيا إبان الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، ولم تكن ألمانيا تعتمد آنذاك أي سياسة لدمج المهاجرين، فكانوا مثلا محرومين من إجازات العمل.

ويقول ماتياس روه الخبير في شؤون المجتمعات العربية "لم يكن لهؤلاء المهاجرين الحق في التعليم أو العمل"، لذا أصبحت بيئتهم ملائمة للانحراف.

واليوم، تتشكل هذه العصابات من 12 عائلة، وفقا للشرطة، وهم يسيطرون على تجارة المخدرات وشبكات الدعارة في برلين، وينشطون بشكل أساسي في أحياء غرب العاصمة الألمانية، ويتجنبون الصدام مع العصابات الروسية والشيشانية والفيتنامية المنافسة.

وينخرط في هذه الأعمال الإجرامية أفراد من نفس العائلة، ما يجعل اختراق هذه الأسر من قبل السلطات أكثر تعقيدا نظرا للخصوصية والولاءات التي تتمتع بها المافيا العائلية.

وفي آذار/مارس من العام 2017، جذبت "العصابات العربية" الأضواء بعد سرقة 100 كيلوغرام من الذهب من متحف برلين بقيمة 3 ملايين و500 ألف دولار، لم يعثر عليها بعد حتى الآن.

وإذا كانت هذه العصابات قادرة على التحرك بجرأة عالية، فإن السبب في ذلك يعود إلى بطء السلطات في التحرك، ولاسيما تخوفها من أن تتهم بالعنصرية، وفقا للخبراء.

ويعتبر الباحث اللبناني الألماني رالف غضبان، الذي أصدر كتابا عن هذا الموضوع، "الخوف من التمييز بحق الأقليات جعل من الممنوع الحديث عن عصابات ذات طابع عرقي".



مهاجرنيوز
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

شكراً لك على مشاركة رأيك.. لنكتمل بالمعرفة

Back to top button