وصف المدون

اليوم

لم يكن نيجيرفان أصلان، الشاب ذو الـ26 ربيعاً، يدري أنه سيلقى مصير آلاف الأشخاص الغرقى الذين يسمع عنهم في الأخبار وهم يموتون على طريق الوصول إلى "الفردوس الأوروبي".

فالشاب السوري كان يعيش مع عائلته في كردستان العراق منذ عدة أعوام، ورغم أنه لم يمض على زواجه سوى ثمانية أشهر، إلا أنه خاطر بنفسه مع زوجته الحامل وأخته التي كانت تريد اللحاق بخطيبها في ألمانيا، ليلقوا مصيرهم غارقين في نهر على الحدود التركية اليونانية وهم يحاولون الوصول إلى أوروبا.

"نهر الموت"

يقول شفكر هوفاك، وهو أحد أقارب الضحايا ويقيم في السويد، لمهاجر نيوز إنه حاول قبل أقل من شهر، في زيارته الأخيرة لعائلته، أن يثني نيجيرفان عن تعريض حياته للخطر، لكن "المرحوم الذي لم يمت في ساحة القتال في معركة الموصل –حيث شارك فيها مقاتلاً للبيشمركة- توفي في غضون عدة دقائق كان يحاول خلالها عبور نهر الموت"، على حد تعبيره.

و"نهر الموت" الذي يتحدث عنه قريب الضحايا هو نهر إفروس (بالتركية: نهر مريج، وبالبلغارية: نهر ماريتسا)، وهو أطول نهر في منطقة البلقان، والذي ينبع من بلغاريا ويرسم الحدود بين تركيا واليونان، قبل أن يصب في بحر إيجه.

وأصبح هذا النهر مدفن أحلام "العديد" من الأشخاص الذين غرقوا فيه، حيث قالت هيئة إدارة الحدود الأوروبية "فرونتكس" إن "العديد من المهاجرين ماتوا غرقاً جراء محاولتهم عبور النهر". وأضافت "فرونتكس" أنه في العام الماضي وحده تم اعتراض 5500 مهاجر حاول عبور النهر بزيادة قدرها 80 بالمئة عن العام الذي قبله، حسبما جاء في تقرير لـDW.

دون سترة نجاة وسط العاصفة!

وقد أكّد تقرير إخباري أن عدد المهاجرين الوافدين إلى أوروبا عبر تركيا شهد ارتفاعاً ملحوظاً خلال العام الجاري، مقارنة بالعام الماضي. وذكرت صحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية، استناداً إلى تقرير داخلي للمفوضية الأوروبية، أنه تم تسجيل وصول حوالي 39 ألف مهاجر من تركيا إلى أوروبا خلال الفترة من كانون الثاني/يناير حتى منتصف أيلول/سبتمبر 2018، بزيادة قدرها 43% مقارنة بنفس الفترة من عام 2017.


مهاجرنيوز
Back to top button