وصف المدون

اليوم


يؤكد أنصار اليمين المتطرف في كيمنتس في شرق ألمانيا أنهم لا يكترثون لوصفهم بالعنصريين لأن "الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو" في المدينة التي تشهد منذ آب/أغسطس الماضي أعمال عنف ضد الأجانب.

ويتظاهر الآلاف من سكان كيمنتس في تحركات بدعوة من جماعات متطرفة في شوارع المدينة، انطلقت شرارتها بعد مقتل ألماني طعنا بسكين على يد أشخاص يشتبه في أنهم من طالبي اللجوء، يطلق المشاركون فيها شعارات معادية للأجانب ويؤدون التحية النازية المحظورة.

وقالت المتظاهرة باولا نويباخ التي جاءت خصيصا من برلين للمشاركة في تظاهرة الجمعة "لا أبالي إذا ما تم وصفنا بالعنصريين لكن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا النحو".

وشهدت المدينة اعتداء عصابات على مراسلين وعناصر الشرطة ما أدى إلى موجة تظاهرات مناهضة للعنصرية ودفع بالمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لإعلان أن "الكراهية في الشوارع" لا مكان لها في المانيا، وأن لا تسامح مع العدالة الانتقامية.

في المقابل، وعلى مقربة من موقع التظاهرة ليل الجمعة، قالت سابين شتريبن (55 عاما) "من الطبيعي مساعدة الأشخاص الذين فروا من بلادهم هربا من الحرب".

وتشهد المدينة انقساما حول قضية المهاجرين منذ مقتل دانيال هيلله طعنا في 26 آب/أغسطس.

وتعرض هيلله النجار البالغ 35 عاما لعدة طعنات سكين، في اعتداء يشتبه في أن عراقيين وسوري من طالبي اللجوء ارتكبوه.

واعتبر اليمين المتطرف أن الاعتداء يشكل دليلا جديدا على تزايد الجرائم والخروقات الأمنية بسبب سياسة ميركل بفتح الحدود أمام الملايين من طالبي اللجوء قبل ثلاث سنوات إثر أسوأ أزمة هجرة شهدتها اوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

ويدعو اليمين المتطرف، الذي نظم ليل الجمعة للأسبوع الثاني على التوالي تظاهرة في كيمنتس، إلى "ثورة سلمية" من أجل إسقاط ما يصفونه بـ"نظام ميركل".

- "لسنا نازيين" -
وقال دانيال رايكلت (55 عاما) الذي شارك في تظاهرة الجمعة التي ضمت نحو ألفي شخص "لسنا نازيين!".

واعتبر رايكلت أن التحية النازية التي تخللتها تظاهرات سابقة كانت "خطأ"، وتابع "هناك أشخاص سيئون في كل مكان".

وقال رايكلت "لقد ضقت ذرعا بانعدام المساواة الاجتماعية والاقتصادية" في الشرق الشيوعي السابق، مضيفا "الرواتب ومخصصات التقاعد لا تزال أدنى مقارنة مع الغرب ولا عمل لدينا".

ووضعت نويباخ الزهور عند نصب تذكاري تم استحداثه في الموقع الذي قتل فيه هيلله، وقالت "لا يمكن لأحدهم أن يدخل بلدا آخر وأن يقتل الناس".

وعلى بعد بضعة أمتار يقف تمثال ضخم لكارل ماركس يحمل شعاره الشهير "يا عمال العالم اتحدوا" مكتوبا بأربع لغات.

ونظم اليسار المتطرف تظاهرة مضادة بالقرب من موقع التظاهرة اليمينية المتطرفة وقد أقامت الشرطة حواجز فاصلة بين التظاهرتين لمنع تكرار الاشتباكات التي سجلت في السابق.

- انقسام بين الشرق والغرب -

وأبدت سابين شتريبن استغرابها للتحول الجذري في كيمنتس التي كانت تعرف بالسابق بأنها مدينة كارل ماركس.

وقالت شتريبن "لم أعتقد يوما بأن مدينتي ستضم هذا الكم من المتطرفين"، مضيفة "من المهم جدا أن نتخذ موقفا انسانيا".

وينسحب الانقسام الذي تشهده كيمنتس على بقية مدن البلاد وقد طاول حكومة ميركل حيث أبدى وزير الداخلية هوست زيهوفر تأييده لتظاهرات اليمين المتطرف.

وقال أوخي تولمان (43 عاما) "لسنا عنصريين. شخصيا لدي أصحاب عرب لكن الجرائم تزايدت منذ وصول المهاجرين"، علما أن الأرقام الرسمية تشير إلى تراجع الجرائم في تلك الفترة.

وقال تومي شولتس "جل ما نريد هو استعادة مدينتانا. نحن وطنيون، لا نريد العنف، وقد سئمنا السكوت".

ويؤكد المؤرخ كلاوس بيتر زيك المتخصص في شؤون اليمين المتطرف أن موجة كره الأجانب هذه ليست مفاجئة.

ويقول زيك إن المانيا الشرقية سابقا "كانت أقل انفتاحا على العالم وقليلا ما احتك شعبها بالأجانب"، مضيفا أن "ألمانيا الشرقية بقيت أكثر ألمانيةً من الغرب".







AFP

Back to top button